عام 1840، خلال فترة الحروب الأهلية الأرجنتينية التي امتدت عبر تلك الفترة المضطربة من تاريخ البلاد، شهدت معركة سوس غراندي (Sauce Grande) واقعة هامة تمثلت في صراع شرس بين القوى المتنافسة داخل الأرجنتين. يعود تاريخ هذه المعركة إلى عام 1840 حيث جرت مواجهات ميدانية ضارية بين القوات الفيدرالية الأرجنتينية، التي كانت تتبنى الاتجاه الفيدرالي وتدعم الزعيم خوان مانويل دي روزاس، وبين الوحدويين الأرجنتينيين الذين كانوا ينادون بتوحيد البلاد تحت سلطة مركزية قوية.
تمت المعركة على أرض واسعة في منطقة ساحلية مهمة، وتحديدًا في منطقة سوس غراندي، وهو موقع استراتيجي يحتل أهمية بالغة للسيطرة على الطرق التجارية والحركة العسكرية في تلك الفترة. بمشاركة القوات الفيدرالية الأرجنتينية والوحدوية، اندلعت المواجهة التي استمرت لفترة طويلة، محملة بأعباء الصراع السياسي والاجتماعي في تلك الفترة من تاريخ الأرجنتين.
وبعد معارك عنيفة وتضحيات جسيمة، فازت القوات الفيدرالية الأرجنتينية بالمعركة، مما أدى إلى تقويتها وتعزيز نفوذها في الساحة السياسية والعسكرية الأرجنتينية. وبالتالي، تم خسارة الوحدويين الذين انكفأوا بعد هذه الهزيمة، وتضاءلت قوتهم وتأثيرهم في الأحداث القادمة.
تُعد هذه المعركة مثالاً بارزاً على الصراعات الدامية التي شهدتها الأرجنتين خلال فترة الحروب الأهلية، حيث كانت الأطراف المتنازعة تتقاتل من أجل السيطرة على مقاليد الحكم وتوجيه مسار البلاد نحو التطور المرغوب به من قبل كل طرف. تاريخياً، فإن فوز القوات الفيدرالية في هذه المعركة ساهم في تحديد مسار السياسة الأرجنتينية في السنوات اللاحقة، وتأثيرها ما زال يتجلى في السياسة الحالية للبلاد.