عام 1884، وفي إطار الحروب البريطانية-السودانية التي تعد فصلاً مهماً في تاريخ المنطقة، شهدت معركة سنكات واقعة ملحمية جمعت بين قوات متعددة على أرض السودان، وتحديداً في منطقة سنكات. تجسدت المعركة هذه في سياق صراعات العصر الاستعماري الذي شهد تصارع القوى الإمبريالية على سيطرة المناطق والموارد.
بمشاركة متعددة، فقد تصارعت في هذه المعركة القوات البريطانية وقوات الدراويش والقوات السودانية، حيث تبنت كل طرف مواقفه واستراتيجياته بهمة عارمة وإصرار متواصل على تحقيق النصر وتأكيد الهيمنة على الميدان.
وبمراجعة المصادر المتاحة، يظهر أن النتيجة النهائية لهذه المعركة انحسرت لصالح ما يُعرف بـ “المهدية”، مما يعني هزيمة مصر كجزء من الدولة العثمانية في تلك الفترة، ويُعزى الفضل في ذلك لقوة وتماسك جيوش المهديين وقدرتهم على مواجهة القوى الإمبريالية.
تعتبر هذه المعركة مفتاحية في تاريخ الصراعات بين القوى الإمبريالية والقوى المحلية في إفريقيا، حيث تجسدت فيها مقاومة شعبية قوية ضد الاستعمار والتدخل الأجنبي في شؤون البلاد، وكذلك تمثلت فيها الجهود الحثيثة للقوى الإمبريالية في توسيع نفوذها وسيطرتها على الموارد والأراضي.
من خلال دراسة هذه المعركة والتحليل الدقيق للأحداث التي جرت فيها، يمكن فهم عمق التأثيرات التاريخية لتلك الفترة وتأثيرها على السياسات والثقافة والاقتصاد في المنطقة، وكيف أنها لا تزال تؤثر في الديناميات السائدة حتى يومنا هذا.