من المؤكد أن معركة سفيابورج عام 1808 تمثلت في نقطة تحول هامة في تاريخ فنلندا والمنطقة المحيطة بها خلال الحروب النابليونية. بدأت هذه المعركة بمحاولة الجيوش الروسية والسويدية الاستيلاء على مدينة سفيابورج الاستراتيجية، التي تقع على جزيرة صخرية قرب هلسنكي، وهي تحكم المدخل إلى مياه خليج فنلندا. وقد بدأت التوترات بين روسيا والسويد في هذه الفترة نتيجة للتداعيات الجيوسياسية للحروب النابليونية.
تمثلت قوى المشاركة في هذه المعركة في تحالفات معقدة تعكس تشابك العلاقات الدولية في ذلك الوقت. فقد شملت المشاركة الروسية القوات الروسية الإمبراطورية، بينما شارك السويديون القوات السويدية والفنلندية، وكانت هناك مجموعة من القوات المحلية تعتبر معظمها من الفنلنديين.
بالرغم من أن المعركة كانت ذات طابع بري، إلا أنها استخدمت استراتيجيات بحرية متقدمة، حيث كانت السيطرة على الممرات المائية تمثل جزءاً هاماً من الهدف الاستراتيجي. وبفضل الموقع الاستراتيجي لسفيابورج والتضاريس الصخرية المحيطة بها، كانت المعركة معقدة وصعبة.
بعد مواجهات شرسة، انتصرت روسيا في المعركة وحققت الفوز على السويد، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في السيطرة على المنطقة وقضايا السيادة. وقد أثبتت هذه المعركة أهمية فنلندا كمسرح رئيسي للتصادمات العسكرية في الحروب النابليونية، وكشفت عن تعقيدات الروابط الدولية والتحالفات الإقليمية في ذلك الوقت.
بالتالي، فإن معركة سفيابورج 1808 تظل تمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ المنطقة، حيث تركت أثراً عميقاً على التوزيع الجغرافي للسلطة والسيطرة في شمال أوروبا، وكذلك على الديناميات السياسية والاقتصادية في فنلندا وروسيا والسويد.