معركة سبيشيرين التي جرت في عام 1870 تعتبر واحدة من الأحداث الرئيسية في الحرب الفرنسية البروسية، والتي دارت بين فرنسا وبروسيا وحلفائهما. تمثل هذه المعركة نقطة تحول مهمة في الصراع الذي أدى في النهاية إلى انتصار بروسيا وإسقاط الإمبراطورية الفرنسية الثانية.
بدأت المعركة في 6 أغسطس 1870، حينما تقدمت القوات البروسية بقيادة الجنرال فرانز فون ستينتزل نحو الحدود الفرنسية، متجهين نحو منطقة الألزاس، والتي كانت تحت سيطرة فرنسا. وكانت قوات فرنسية بقيادة المشير آشيل-كلودي جوزيف باتريس ماك-ماهون تتواجه معهم في هذه المعركة.
تمركزت المعركة في منطقة سبيشيرين، وهي بلدة صغيرة تقع في إقليم الألزاس، على الحدود الفرنسية البروسية. اندلعت المواجهات بشكل عنيف حول القرى المحيطة بالمنطقة، حيث شهدت اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
رغم بعض الانتصارات الفرنسية المبكرة في بداية المعركة، إلا أن القوات البروسية تمكنت في النهاية من كسر صفوف الجيش الفرنسي، وسط حالة من الفوضى والتشتت في صفوف الجيش الفرنسي. وبعد ساعات من المعارك العنيفة، تمكنت القوات البروسية من السيطرة على الموقع، مما أدى إلى انهيار صفوف الجيش الفرنسي وانسحابهم من المنطقة.
بعد نهاية المعركة، تم تأكيد فوز بروسيا وخسارة فرنسا، وهو ما ساهم في تغيير مجريات الحرب وتقديم الأفضلية للقوات البروسية وحلفائها. ومن الملاحظ أن هذه المعركة لها أهمية استراتيجية كبيرة، حيث فتحت الباب أمام القوات البروسية للاستمرار في تقدمها نحو فرنسا وتحقيق انتصارات أخرى، مما أدى في النهاية إلى سقوط باريس وإعلان هزيمة فرنسا.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الاشتباك في سبيشيرين نقطة فاصلة في تاريخ الحرب الفرنسية البروسية، حيث ساهم في تغيير ديناميات الصراع وبدء فصل جديد في تاريخ أوروبا، حيث تأثرت العديد من الأنظمة السياسية والاجتماعية في القارة بنتائج هذه الحرب وانعكاساتها على الساحة الدولية.