في صيف عام 1824، خلال فترة الحرب اليونانية للإستقلال، اندلعت معركة ذات أهمية استراتيجية على جزيرة ساموس، والتي تقع في البحر الإيجا الشرقي، على بعد ما يقارب 1.3 كيلومترات من سواحل تركيا. تمثلت قيمة هذه المعركة في موقعها الاستراتيجي الحيوي كقاعدة بحرية ومركز تجاري، وكذلك في سيطرتها المحتملة على الملاحة في المنطقة.
تحتضن جزيرة ساموس، التي تقع في الجزء الشمالي من بحر إيجة، مجموعة من القواعد البحرية الحيوية التي كانت تهدف إلى تأمين سواحل تركيا الغربية والمراقبة على الممرات المائية الرئيسية في المنطقة. ومع تقدم حركة الاستقلال اليونانية، أصبحت الجزيرة محط أنظار الطرفين في النزاع.
شهدت المعركة مشاركة عدة أطراف، حيث شارك فيها القوات التركية، والتي كانت تحاول السيطرة على الجزيرة لإعادة السيطرة على الأراضي المستقلة. وكانت القوات اليونانية الثوار، التي كانت تنظر إلى الجزيرة كقاعدة إستراتيجية مهمة، مصممة على الدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في المعركة قوات من إيكاريا، وبودروم، لكن يبدو أن البيانات تشير إلى وجود بعض البيانات الناقصة بخصوص المشاركين.
تمت المعركة في المسرح البحري، حيث كانت السيطرة على المياه المحيطة بالجزيرة أمراً حاسماً لنجاح العمليات العسكرية لكلا الطرفين. تميزت المعركة بمعارك بحرية محتدمة وتبادل لإطلاق النار بين السفن والقوارب الحربية، وكانت الحرب الناشئة في هذه الفترة تعتمد بشكل كبير على القوة البحرية لتحقيق الهيمنة وتأمين الخطوط البحرية.
في نهاية المعركة، حققت القوات الثوار اليونانية النصر، حيث استطاعت بشجاعة وتكتيك عسكري متميز تحقيق هدفها في صد الهجوم التركي والحفاظ على سيطرتها على الجزيرة. وبالتالي، يُعتبر الفائزون في المعركة هم الثوار اليونانيون، فيما خسرت تركيا السيطرة على هذا الجزء المهم من المنطقة.
يشير تقييم ليمان زوكوف (Lehmann Zhukov Scale) بمستوى 1.0 إلى أن المعركة كانت ذات أهمية كبيرة على الصعيدين التكتيكي والاستراتيجي، وأن لها تأثيراً ملموساً على مجريات الحرب ومسار النزاع.
على الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة حول حدوث مجازر خلال المعركة، إلا أن يبدو أنه لم تكن هناك مجازر تذكر وفقًا للمصادر المتاحة.
تعتبر الوثائق التاريخية ومصادر مثل كلودفيلتر “الحروب والنزاعات المسلحة” (Clodfelter, Warfare and Armed Conflict) مراجع هامة لفهم مجريات هذه المعركة والنزاعات المتعلقة بها.