معركة زلاتيتسا التي وقعت في عام 1443 تمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ الصراعات بين الدولة العثمانية والمملكة المجرية في إطار حروب التركية المجرية. ففي هذا الصراع الشهير، اجتمعت قوات المملكة المجرية، بقيادة فالديمار الثالث، مع قوات صربية ومحلية أخرى لمواجهة جيش الدولة العثمانية في مواجهة حاسمة عند بلدة زلاتيتسا في بلغاريا.
يأتي تاريخ المعركة في سياق حروب التوسع العثماني في أوروبا، حيث كانت المملكة المجرية تعتبر الحاجز الرئيسي أمام تقدم العثمانيين نحو القارة الأوروبية. وقد شهدت هذه المعركة اصطدامًا بين القوتين المتصارعتين على شواطئ نهر ماريتسا، حيث استخدمت كلا الجانبين تكتيكات متطورة للهجوم والدفاع.
تصف المصادر المتاحة تلك المعركة بأنها واحدة من أكبر المواجهات التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة، إذ تم فيها استخدام تكتيكات متنوعة تراوحت بين الهجمات الجوية والبرية، واستخدام الأسلحة النارية والسيفية بشكل واسع. وعلى الرغم من محاولات المملكة المجرية وحلفائها الصرب والمحليين للصمود والدفاع عن مواقعهم، إلا أن القوات العثمانية، بقيادة السلطان مراد الثاني، نجحت في كسر صفوفهم وتحقيق النصر الحاسم.
تُعتبر معركة زلاتيتسا فارقة لمسار تاريخي محدد، إذ قلبت موازين القوى في المنطقة وعززت سيطرة الدولة العثمانية على البلقان وأجزاء أخرى من أوروبا الجنوبية. وبفوز العثمانيين في هذه المعركة، تأكدت سيطرتهم على بلغاريا وأسسوا لتوسعهم اللاحق نحو المملكة المجرية والمناطق الأوروبية الأخرى.
تجسد معركة زلاتيتسا مدى شراسة وتعقيد الصراعات الحدودية في أوروبا خلال القرون الوسطى، وتظل محط دراسة وتحليل للمؤرخين والباحثين في سياق تطور الحروب والصراعات الإقليمية والدولية.