في عام 1855، شهدت معركة ريفاس في نيكاراغوا أحداثًا حاسمة ضمن سياق الحرب الوطنية المعروفة بـ “حرب الفيليباستر”، والتي اندلعت بين القوى المحلية والمتمردين الأمريكيين الذين كانوا يسعون لتوسيع نفوذهم في أمريكا الوسطى. تقع ريفاس في منطقة استراتيجية بالقرب من الحدود مع كوستاريكا.
تتميز هذه المعركة بمشاركة متعددة الأطراف، حيث تصارعت القوى الحكومية، بقيادة الليجيتيميين، ضد المتمردين الليبراليين الذين كانوا يسعون للإطاحة بالنظام القائم. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في هذه المواجهة القوات الأمريكية المتمردة، وقوات كوستاريكا، وبعض الأمريكيين الآخرين الذين كانوا مهتمين بالشؤون السياسية والاقتصادية في المنطقة. ولم يكن الهنود الأصليين بعيدين عن هذا الصراع، إذ تم استغلال بعض القوات الهندية في الجانبين المتحاربين.
تأتي هذه المعركة في سياق أوسع لصراعات في أمريكا الوسطى، حيث كانت القوى الاستعمارية الأمريكية تسعى إلى توسيع نفوذها على حساب الحكومات المحلية والقوى المناهضة لها. ورغم التنافس الشديد في هذه المعركة، إلا أن الفائزين النهائيين كانوا الليجيتيميين، الذين استطاعوا الحفاظ على سيطرتهم على السلطة.
تعد معركة ريفاس واحدة من الفصول الهامة في تاريخ نيكاراغوا وأمريكا الوسطى بشكل عام، حيث شهدت تداعيات واسعة النطاق على السياسة والاقتصاد والمجتمع في المنطقة، وكانت نقطة تحول مهمة في صراع القوى والمصالح في تلك الحقبة من التاريخ.