المعركة التي وقعت في رافيا عام 217 قبل الميلاد تمثل نقطة تحول حاسمة في سلسلة الصراعات التي شهدتها المنطقة في ذلك الوقت، حيث تصادمت قوتان ضاريتان في صراعهما على الهيمنة والسيطرة على المنطقة. تندرج هذه المعركة ضمن فترة الحرب السورية الرابعة، والتي كانت جزءًا من التوترات الدائرة بين الإمبراطوريتين السلوقية والبطلمية.
على هذا الساحة الحربية الوعرة، اجتمعت قوات مصر البطلمية بقوة فلسطينية وغزية، مشكلة تحالفًا استراتيجيًا لمواجهة قوة الإمبراطورية السلوقية المتمثلة في جيشها المتمرس والمتوغل. كانت مصر البطلمية، بقيادة حكامها القويين، تسعى لتوسيع نفوذها وسطية وتعزيز سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية.
وقد تمكنت مصر في هذه المعركة الحاسمة من تحقيق الانتصار الكبير على الإمبراطورية السلوقية، ما جعلها الطرف الرابح والمهيمن على الميدان. وبهذا الفوز، تم تأمين نفوذ مصر في المنطقة وتعزيز وضعها كقوة رئيسية في الشرق الأوسط.
تركزت مصداقية هذه المعركة وحسمها على العديد من المصادر التاريخية المعتمدة، بما في ذلك “الحروب في العالم الكلاسيكي” لجون واري، الذي قدم واحدة من أكثر الوصفات تفصيلاً لهذه المعركة المهمة، والتي ساهمت في تشكيل المشهد السياسي والعسكري في المنطقة لقرون عديدة بعد ذلك.