في عام -305 قبل الميلاد، خلال فترة الحروب التي اندلعت بين الوصياء على إمبراطورية الإسكندر الكبير بعد وفاته، والمعروفة بحروب الديادوكي، شهدت جزيرة رودس حدثًا تاريخيًا مهمًا يعرف بمعركة رودس.
وقد جاءت هذه المعركة بعد أن قرر ديمتريوس بوليوركيتس، أحد أبناء الإسكندر الكبير وأحد الوصياء على إمبراطوريته، غزو جزيرة رودس التي كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة الحلفاء المصريين والرومانيين.
وقد أظهرت التقارير التاريخية أن ديمتريوس جمع أسطولًا ضخمًا، حيث استخدم 200 سفينة من أسطوله القتالي و150 سفينة من أسطوله المساعد، بالإضافة إلى 1000 سفينة تجارية خاصة. وكانت هذه الخطوة تعكس جدية ديمتريوس في السيطرة على جزيرة رودس وضمان نجاح غزوها.
لكن، لم تكن جهود ديمتريوس كافية للفوز في هذه المعركة، حيث واجه مقاومة شديدة من قبل سكان رودس المدافعين عن جزيرتهم بإخلاص. وقد استمرت المعركة لفترة طويلة، وشهدت تصاعدًا في العنف على البر والبحر، حيث تبادلت القوات القتالية لكلا الجانبين ضربات قوية.
وفي النهاية، بعد معركة شرسة، تمكنت جزيرة رودس بالتعاون مع مصر البطلة من صد هجوم ديمتريوس وقواته. وبالتالي، تم إعلان فوز رودس ومصر في هذه المعركة التاريخية.
تعتبر معركة رودس من بين المعارك الشهيرة التي شهدتها فترة حروب الديادوكي، وهي تذكير بالمقاومة الشجاعة التي قدمها سكان رودس ضد محاولات الغزو الخارجي، وبالتالي فإنها تظل محط إعجاب للعديد من عشاق التاريخ والدراسات العسكرية.