منذ عقودٍ، كانت جبالُ حرمون تشهد صراعاتٍ ومعاركَ شرسةً، تندرجُ ضمن إطار الصراع الدائم بين دول المنطقة، حيث أضحت هذه الجبال موضعَ تنافسٍ وتصادمٍ بين القوى الإقليمية. ومن بين تلك المعارك التي برزت بشكلٍ خاص، تاريخُ معركةِ جبلِ حرمون في عام 1973م، خلال حربِ يوم كيبور العربية الإسرائيلية.
ففي ذلك العام، اشتعلت النيرانُ من جديد في منطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت المناطقُ الحدودية بين إسرائيل وسوريا صراعاً عنيفاً، تجسد في معركة جبل حرمون التي جاءت ضمن إطار الحرب الأكبر بين الدولتين. فقد تواجهت قواتُ الطرفين على سفوحِ هذه الجبال الاستراتيجية، التي تُعَدُّ موقعاً حيوياً للسيطرة على المنطقة بأسرها.
كانت المعركةُ حماسية بكل المقاييس، حيث ارتسمت خريطةُ القتال بألوانِ الدماء والصلابة، وشهدت تصاعدَ الاندفاعات والتضحيات من كلا الجانبين. تبارت القوات العسكرية في مواجهاتٍ عنيفة، حيث تبادلت الضربات والهجمات في محاولةٍ للسيطرة على المواقع الاستراتيجية وتحقيق الهدف المنشود.
وكانت نتيجة هذه المعركة الدامية، فوزًا لإسرائيل، حيث تمكنت من تحقيق الهدف المرسوم والسيطرة على جبل حرمون، فيما خسرت سوريا في هذا الصراع العسكري الشاق. إنَّ هذا الانتصار لإسرائيل لم يكن نقطةَ نهايةٍ للصراع، بل كان بدايةً لفصلٍ جديدٍ في تاريخ المنطقة، حيث استمرت التوترات والصراعات على مرِّ السنين.
وتظلُّ معركةُ جبل حرمون في عام 1973م، إحدى المعارك البارزة والمشهورة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فقد ارتبطت باسمها العديد من الذكريات والتأملات والدروس التي لا تزال تُستَقرُّ في ذاكرة المنطقة، مُحَدِّثةً تأثيراتها وتداعياتها على المشهد السياسي والعسكري في المنطقة حتى اليوم.