معركة جبل الثلج، التي جرت في عام 1620، تمثلت في نقطة تحول حاسمة في تاريخ الصراعات الدينية والسياسية في أوروبا، حيث كانت أحداث الحرب الثلاثينية تصل إلى ذروتها. جمعت هذه المعركة الطرفين المتصارعين، الكاثوليك والبروتستانت، في نزاع قاسٍ ينبعث منه تأثير واسع النطاق على مسار التاريخ الأوروبي.
كانت جبل الثلج، المعروف أيضًا باسم معركة بيلوهراد، في تشيكيا، موقعًا حيويًا لهذا الصراع العنيف. وقعت المعركة في 8 نوفمبر 1620، وكانت بمثابة معركة رمزية لصراع القوى الدينية والسياسية في القارة الأوروبية. كانت المعركة نتيجة لتصاعد التوترات بين الملك المسيحي من الجانب البروتستانتي والقوى الكاثوليكية الرافضة له، والتي كانت تمثلها الإمبراطورية الهابسبورغية.
تمثلت الأطراف المشاركة في هذا الصراع المؤرق في جبل الثلج في مزيج معقد من القوى والمصالح السياسية والدينية. فقد شهدت المعركة مشاركة مختلف الأطياف الدينية والسياسية، حيث تصادمت مصالح المسيحيين والكاثوليك ومملكة براغ. وكانت نتيجة هذا الصراع حاسمة بالنسبة للتوجهات الدينية والسياسية في أوروبا في ذلك الوقت.
بالرغم من أن الأدلة الثانوية تشير إلى أن المعركة اندلعت بين الفصيل الكاثوليكي والفصيل البروتستانتي، فإن الانتصار فيها كان لصالح الإمبراطورية الهابسبورغية، مما يعني هزيمة مملكة بوهيميا وتعزيز سيطرة الهابسبورغ على المنطقة. ومن المهم لفهم هذه المعركة أن نضعها في سياق الحرب الثلاثينية التي كانت تحمل طابعًا دينيًا وسياسيًا، حيث تصادمت قوى البروتستانتية والكاثوليكية في مختلف أنحاء القارة.
وعلى الرغم من أنه لم تُعتبر جبل الثلج مذبحة بحد ذاتها، إلا أنها تمثلت في نقطة تحول دموية في تاريخ الحرب الثلاثينية، حيث تسببت في تغييرات جذرية في توازن القوى في أوروبا، وشكلت بداية لنهاية الصراعات الدينية الطائفية الطويلة في المنطقة. تعتبر هذه المعركة أحد الأحداث الرئيسية التي ساهمت في تشكيل السياق السياسي والديني لأوروبا في القرون اللاحقة.