معركة تيانجين (الأولى)، التي وقعت في عام 1900، تمثل نقطة تحول هامة خلال التمرد الصيني، المعروف أيضًا بـ “تمرد الصناديق”، الذي شهد تحالفًا من القوى الغربية واليابانية ضد القوى الصينية التقليدية والمقاومين المحليين.
وقعت المعركة في تيانجين (تشينسين)، وهي مدينة هامة في شمال الصين. كانت تيانجين موقعًا استراتيجيًا للغاية، حيث كانت تعتبر بوابة للعديد من المدن الصينية الكبرى بما في ذلك بكين. وقد شهدت هذه المعركة مشاركة عدة أطراف، بما في ذلك القوى الغربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب القوات الصينية والمقاومين المحليين المعروفين بـ “الصناديق”.
تمتلك المعركة أبعاداً متعددة، حيث امتزجت الصراعات العسكرية بالصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية. كانت القوى الغربية واليابانية تسعى إلى فتح الصين للتجارة والتأثير السياسي، بينما كانت القوى الصينية التقليدية والمقاومين المحليين يحاولون الحفاظ على السيادة والتقاليد الصينية.
تجسد نتيجة المعركة فوز القوى الغربية واليابانية، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، الذين نجحوا في قمع المقاومة الصينية وفرض سيطرتهم على تيانجين ومناطق أخرى من الصين. وبالتالي، فإن هذه المعركة لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس الهيمنة الغربية واليابانية في الصين خلال فترة ما بعد التمرد الصيني.
تعتبر معركة تيانجين (الأولى) نقطة تحول في التاريخ العسكري والسياسي للصين، حيث أثبتت قوة التحالف الغربي والياباني ونجاحه في فرض سيطرته على الصين، وهو ما شكل بداية لفترة من التقسيمات والاستعمار الخارجي للبلاد.