في عام -238 قبل الميلاد، شهدت تونس واحدة من أهم المعارك في تاريخها، والتي تعرف باسم “معركة تونس”، وذلك خلال فترة الحرب الدائمة المعروفة بـ “الحرب اللا هدنة”. تمثلت أطراف هذه المعركة الحاسمة في الجانب الأول في القوات الفينيقية من قرطاج، والتي كانت تحكم تونس في ذلك الوقت، بينما جمعت القوات الثانية مجموعة من الجنود السابقين في خدمة قرطاج الذين غضبوا من الظروف القاسية التي واجهوها بعد نهاية الخدمة.
تعد هذه المعركة من النوع الذي يحمل في طياته العديد من الأحداث المؤلمة، فقد انطلقت المعركة بشكل عنيف، ولكن ما جاء بعدها كان أكثر قسوة، حيث تحولت المعركة إلى مجزرة لاذعة. وقد ارتبطت هذه المعركة بمجموعة واسعة من الأحداث والتأثيرات التي استمرت لسنوات عديدة بعد ذلك، وكانت لها تأثير عميق على الساحة السياسية والاجتماعية في المنطقة.
وفي هذه المعركة، جمعت القوات الكارثاغية تحت قيادة قرطاج، والتي كانت تمثل القوة الحاكمة في المنطقة في ذلك الوقت، في مواجهة مجموعة من الجنود السابقين في خدمة قرطاج، والذين تمردوا ضد النظام وسعوا إلى تحقيق مصالحهم الخاصة. وقد اشتعلت المعركة بين هذين الطرفين بحماس شديد، حيث اندلعت المواجهات العنيفة والمؤلمة على أرض المعركة، وتبادل الجانبان الضربات والهجمات بقوة وشراسة.
ولكن، بالرغم من الجهود الباسلة التي بذلها جنود قرطاج، إلا أن النتيجة النهائية للمعركة كانت لصالح المتمردين، حيث نجحوا في هزيمة قوات قرطاج وإحكام سيطرتهم على الموقع. وبهذا الانتصار الفاصل، أظهر المتمردون بأنهم لا يمكن التهاون معهم، وأنهم قوة يجب مواجهتها بكل جدية.
ومع انتصار المتمردين، تغيرت ديناميات السلطة في المنطقة، حيث انهارت سلطة قرطاج واندلعت فترة من الفوضى وعدم الاستقرار. ومن ثم، فقد اضطرت قرطاج إلى مواجهة تحديات جديدة تهدد استقرارها وسلطتها في المنطقة.
وبهذا، فإن معركة تونس في عام -238 قبل الميلاد ليست مجرد معركة عابرة، بل هي حدث تاريخي مصيري بكل المقاييس، حيث لها تأثيرات عميقة على الساحة السياسية والاجتماعية في المنطقة، وسطّرت صفحة جديدة في تاريخها المضطرب والمثير.