في الصفحة رقم 1022 من السجلات التاريخية، تتجلى قصة معركة توكار عام 1883، التي وقعت في أراضي السودان، وهي حدث ملحمي شكل جزءاً لا يتجزأ من سلسلة المعارك المشتعلة خلال فترة الحروب البريطانية-السودانية. وقد اتسمت هذه المعركة بمشاركة أطراف متعددة، حيث تصادمت قوات الاحتلال البريطانية بمقاومة المهديين السودانيين، مما خلق نسقاً من القوى المتصارعة يعكس تعقيدات وتنوع المشهد السياسي والعسكري في تلك الفترة.
المعركة شهدت تواجد قوات بريطانية بقيادة مصرية، إذ كانت مصر تحت الحكم البريطاني في ذلك الوقت، واصطدمت هذه القوات بتحالفات المهديين السودانيين ومقاتلي الترينكيتات الذين كانوا يدافعون عن أراضيهم وحقوقهم ضد الاستعمار الأجنبي.
بوصفها مشهداً في المسرح البري، فإن هذه المعركة رسمت خريطة من التحركات العسكرية والتكتيكات الاستراتيجية، حيث تبادلت الأطراف القتال بشراسة وتصميم، وسط مناوشات متقطعة وهجمات متبادلة، مما جعلها واحدة من المعارك التي تسجل في تاريخ المنطقة بأحرف من نار.
وبعد أن انتهت الجولات الدامية، خرجت مصر كفائزة في هذا الصراع، حيث تمكنت من تحقيق الهدف الأساسي للحرب، وهو فرض سيطرتها على السودان. بينما واجه المهديون السودانيون الهزيمة، فقد تراجعوا أمام قوة الغزو والاحتلال، مما فرض عليهم تجربة جديدة من التحديات والصراعات الداخلية.
تعتبر معركة توكار عام 1883، بما فيها من تداعياتها وأثارها العميقة على المنطقة، جزءاً لا يتجزأ من المسار التاريخي للصراعات في السودان، وتحمل بين طياتها دروساً عدة عن تعقيدات الاستعمار ومقاومته، وعن تأثيرات النزاعات العسكرية على حياة الشعوب وتنمية الأمم.