معركة توفرك التي وقعت في عام 1885 تمثّل نقطة تحوّل هامة في السجل التاريخي للصراعات بين الإمبراطورية البريطانية وجمهورية السودان الإسلامية المحمدية، والتي أطلق عليها البعض “حرب السودان البريطانية”. وتحمل هذه المعركة الأثر التاريخي العميق في الذاكرة الحربية، فهي تمثّل محاولة جادة لتأمين منطقة السودان لصالح الإمبراطورية البريطانية، وفرض سيطرتها على هذه الأراضي ذات الاهتمام الاستراتيجي.
توفرك، الواقعة في السودان، أضفت جديدًا إلى خريطة المعارك الإمبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر، حيث تمتلك هذه المعركة بعدًا استراتيجيًا وتكتيكيًا يعكس التحديات الهائلة التي واجهتها القوات البريطانية والقوات المحمدية السودانية.
تمثّل موقع توفرك في السودان نقطة مهمة جدًا للطرق التجارية والعسكرية، مما جعلها هدفًا استراتيجيًا للقوات البريطانية التي كانت تسعى للتوسّع وتعزيز نفوذها في المنطقة. وبالتالي، فإن الاستعدادات لهذه المعركة كانت ضخمة، حيث تم تجميع القوات والموارد من كافة أنحاء الإمبراطورية البريطانية لتحقيق الهدف المنشود.
وقد اندلعت المواجهة بين القوات البريطانية وقوات المهدية السودانية بشكل عنيف ومحموم في تلك الفترة. ورغم القوة الهائلة التي كانت تتمتع بها القوات البريطانية، إلا أن المقاومة الشديدة التي واجهتها واستماتة المدافعين عن السودان أثبتت أن المعركة لن تكون بالأمر السهل.
وعلى الرغم من الأحداث الدامية التي شهدتها معركة توفرك، إلا أنه لم يتم تصنيفها كمذبحة، حيث أن هناك احترامًا للقوانين الدولية والأخلاقيات العسكرية في تلك الحرب.
وبعد معركة توفرك، تمكنت القوات البريطانية من تحقيق النصر وتأمين سيطرتها على المنطقة، مما جعلها تحقق أهدافها الاستراتيجية في الصراع. وبالتالي، فإن الفوز في هذه المعركة يعتبر فوزًا هامًا للإمبراطورية البريطانية، وخسارة مدوية للمهدية السودانية ومن يمثلها.
ومن الجدير بالذكر أن استشهادات مثل قتلة معركة توفرك تظل تروى بكل فخر في التاريخ العسكري البريطاني، مما يجعل هذه المعركة تحمل معانٍ وقيمًا تاريخية هامة لكلا الجانبين، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من المسار التاريخي للمنطقة وللعالم بأسره.