معركة تاوريس (Tauris)، التي وقعت في العام -47، تعتبر جزءًا من سلسلة المعارك الهامة التي جرت خلال حروب الثلاثي الأول (Wars of the First Triumvirate)، وهي صراعات استثنائية طالت العالم الروماني في فترة مضطربة من تاريخه. بلغت تلك المعركة ذروتها عندما التقت قوات الطرفين المتنافسين في سهول منطقة تاوريس، المعروفة بتضاريسها الوعرة واستراتيجيتها الحاسمة.
كانت القوات المشاركة في هذه المواجهة الحاسمة تمثل مصالح متعددة وأطياف متنوعة. فقد تباينت بين الفرق الرومانية الموالية للجيش القيصري (Caesarians) والفرق التابعة للبومبية (Pompeians)، وبمشاركة القوى الأخرى كالأدرياتيكيين (Adriatic)، وجيش إبيدوريس (Epidauris)، وتاوريس (Tauris) نفسها، بالإضافة إلى قوات السيدرو (Scedro)، الذين لعبوا دورًا لا يستهان به في مجريات الصراع.
تمثلت أهمية هذه المعركة في الصراع المفتوح بين القوى المتنافسة على السلطة والهيمنة في العالم الروماني المضطرب، حيث كانت الرهانات عالية والمخاطر كبيرة. فالانتصار في معركة تاوريس كان يحمل الوعد بالهيمنة على إقليم استراتيجي وموارد هامة، مما جعلها محط اهتمام كل من الأطراف المتصارعة.
وبالرغم من تنوع المشاركين وتعدد المصالح، فإن النتيجة النهائية للمعركة شهدت انتصارًا لقوات القيصريين (Caesarians) بقيادة جوليوس قيصر نفسه. فقد استطاعت هذه القوات الفوز على البومبية (Pompeians)، وهو إنجاز استراتيجي كبير أعطى لقيصر نفوذًا وسيطرة أكبر في الساحة الرومانية، وعزز مكانته في صراع الثلاثي.
تأتي أهمية معركة تاوريس في سياق أوسع للتحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها روما في ذلك الزمان، حيث أسهمت في تحديد مسار التاريخ وتقويض موازين القوى، وبالتالي فهي تظل علامة فارقة في تطور الإمبراطورية الرومانية وتأثيراتها على المنطقة البحرية الوسطى.