معركة تورنا داغ التي وقعت في عام 1515م تعتبر واحدة من الصروع الهامة التي وقعت في إطار الحروب التركو-الفارسية في منطقة الأناضول. وقد جاءت هذه المعركة ضمن سياق الصراع الدائر بين الإمبراطورية العثمانية وإمبراطورية فارس الصفوية، حيث كانت المناطق الحدودية بينهما مسرحاً لتلك الصراعات المستمرة.
تمثلت المشاركة في هذه المعركة من قبل جماعات متعددة، حيث شاركت فيها قوات الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول، وكذلك قوات مملوكية وقوات من إقليم الأناضول التي كانت تتبع الإمبراطورية العثمانية. وعلى الجانب الآخر، شاركت في المعركة قوات فارسية تابعة لإمبراطورية فارس الصفوية، بالإضافة إلى بعض المجموعات المحلية في منطقة سيليسيا.
تمثلت أهمية هذه المعركة في أنها شكلت نقطة تحول في مسار الصراع بين الطرفين، حيث انتصرت القوات العثمانية وحلفاؤها، مما أدى إلى تعزيز سيطرتهم على المناطق الحدودية وتقويتها. وقد أثرت نتائج المعركة بشكل كبير على توزيع القوى في المنطقة، مما أدى في النهاية إلى انهيار الأمارة الصغيرة لدولغادير، وتوسيع نفوذ الدولة العثمانية في تلك المناطق.
تعتبر هذه المعركة مثالاً بارزاً على التأثير الكبير الذي كانت تمتلكه المعارك الحدودية في تحديد مسارات التاريخ وتوجيه مسار الأمم والإمبراطوريات. فقد تركت معركة تورنا داغ بصمة عميقة في تاريخ المنطقة، وساهمت في تعزيز سيطرة الإمبراطورية العثمانية على الأراضي الحدودية في الأناضول والمناطق المجاورة، مما جعلها من الأحداث الهامة في تاريخ الحروب والصراعات في هذه المنطقة.