عام 313 كان عاماً مهماً في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، حيث شهدت الأحداث الدامية والصراعات الداخلية التي أثرت بشكل كبير على مسار التاريخ الروماني المستقبلي. واحدة من أبرز هذه الصراعات كانت معركة تسيرالوم (Tzirallum)، والتي جرت في موقعها الحالي في تركيا، حيث تبدأ تقريباً على خط العرض 40.9780919 وخط الطول 27.511674.
تأتي معركة تسيرالوم في سياق ما يُعرف بحروب الخلافة الرومانية (Roman Wars of Succession)، والتي كانت سلسلة من الصراعات الداخلية في الإمبراطورية الرومانية بين عدة مرشحين للحكم. وفي عام 313 كان هناك صراع شرس بين الإمبراطور ليسينيوس (Licinius) والإمبراطور ماكسيميانوس (Maximius)، حيث كان الفوز في هذه المعركة محورياً لتحديد مصير الإمبراطورية.
شهدت معركة تسيرالوم مشاركة قوات من مختلف المناطق، حيث توافدت تشكيلات عسكرية من الرومان وروما وبلغاريا وآسيا الصغرى إلى ساحة المعركة، وهذا يعكس حجم الصراع وتعقيده. كانت الساحة البرية (Land Theatre) مكاناً لتبادل القتال، ورغم ذلك فإنه لم يتم تسجيل حوادث إبادة جماعية في هذه المعركة.
تمت المعركة بناءً على تقدير مقياس ليمان زوكوف (Lehmann Zhukov Scale) بمستوى 3.0، مما يشير إلى أنها كانت معركة ذات أهمية استراتيجية متوسطة، ولكن لم تكن من الصراعات الكبرى التي تغير مجرى التاريخ بشكل جذري.
وفي نهاية المعركة، حقق الإمبراطور ليسينيوس الفوز على منافسه ماكسيميانوس، مما جعله الفائز في هذا الصراع الدموي. هذا الانتصار قد قوّض مكانة ماكسيميانوس وفتح الباب أمام ليسينيوس لتوسيع نفوذه وسط الإمبراطورية.
تم الاعتماد في توثيق هذه الأحداث على مصادر متعددة، منها “موسوعة الحروب” للمؤلف شوالتر (Showalter) عام 2014، الذي يقدم تحليلاً شاملاً للأحداث التاريخية المهمة، ويساهم في فهم الخلفيات والتطورات في الصراعات العسكرية في تلك الفترة الزمنية.