معركة تاوتون (1461)، التي وقعت في المملكة المتحدة، تمثلت في نقطة تحول مهمة في تاريخ الحروب الوردية، وهي النزاع الذي استمر لعقود بين الأسر اللانكسترية واليوركية على العرش الإنجليزي. تجسدت هذه الصراعات في ساحة المعركة بأبهى صورها، حيث شهدت مواجهات ملحمية بين الطرفين المتحاربين، تخللها بطولات فردية واستراتيجيات عسكرية متنوعة، وقد اشتهرت تاوتون بكونها أكبر معركة دامية في تاريخ إنجلترا.
في عام 1461، تصادمت قوات اليوركيين واللانكاستريين في سهل تاوتون، وسط أجواء من التوتر والتوقعات المرتفعة لمعركة حاسمة. بدأت المواجهة الحقيقية في يوم مارس الحادي والعشرين، وشهدت تصاعداً سريعاً لأعمال القتال وتبادل الضربات القاسية بين الطرفين. كانت القتال قاسية ومريرة، حيث تعرضت الأطراف لخسائر هائلة في الأرواح والموارد، واندلعت نيران الحرب بكل قوتها في هذا الصراع الحاسم.
وقد أسفرت نتائج المعركة عن انتصار قوات اليوركيين بقيادة إدوارد الرابع، الذي انطلقت بعدها إلى العرش الإنجليزي بشكل رسمي. بالمقابل، عانت القوات اللانكاسترية هزيمة مدوية، وخسرت السيطرة على الأمور بشكل مؤقت، فيما تمثلت خسائرهم في هذه المعركة في تراجع استراتيجي وتأثير نفسي كبير على مجريات الحرب.
ترتبط معركة تاوتون بتأثيراتها الواسعة على مستقبل الحروب الوردية وسير التاريخ الإنجليزي، حيث أثبتت أن القوة العسكرية والتكتيكية للأسرة اليوركية كانت قادرة على تحقيق الانتصارات الكبيرة في وجه منافسيها اللانكاستريين. وبالرغم من حدوث تغيرات في التوازنات السياسية والعسكرية في الفترات لاحقة، فإن تأثيرات تاوتون لا تزال ملموسة وقائمة على الساحة الإنجليزية، حيث شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ هذه الحروب المشتعلة على عرش البلاد.