معركة طنطا عام 1768 تمثل محطة مهمة في سلسلة الحروب المملوكية في مصر، التي شهدت تنافسًا شديدًا بين القوى المحلية والمماليكية على السلطة والسيطرة. وتأتي هذه المعركة في إطار ما يعرف بحروب المماليك، التي شهدتها مصر في الفترة بين القرن الثامن عشر والتي شهدت توترات وتحديات داخلية متعددة وصراعات مستمرة للسيطرة على البلاد.
بمجرد النظر إلى البيانات التاريخية لهذه المعركة، يظهر أنها جذبت انتباه الكثيرين نظرًا للقوى المشاركة البارزة والتأثير الكبير الذي كان لها على الوضع السياسي في المنطقة. ففي هذه المعركة، تصارعت القوى المملوكية في مصر، وخاصة الفرقاء الرئيسيين، ألي بك وخليل بك وحسين بك كشكاش، على الهيمنة والتفوق.
يعد عام 1768 فترة من الاضطرابات الشديدة في مصر، حيث كانت القيادة المملوكية مشتتة ومتقدمة إلى حد كبير. وبالتالي، فقد شهدت طنطا معركة ضارية بين القوى المتنافسة، حيث استخدمت كل طرف استراتيجياته العسكرية والسياسية في محاولة لتحقيق السيطرة الكاملة.
تبرز شخصية ألي بك كفائدة رئيسية في هذه المعركة، حيث نجح في الخروج منها كفائز، مما منحه ميزة استراتيجية وسياسية كبيرة في الفترة اللاحقة. بينما اضطر خليل بك وحسين بك كشكاش إلى الخسارة، مما أدى إلى تضعيف نفوذهم وتقليص قدرتهم على المنافسة بشكل فعال.
إن معركة طنطا عام 1768 تعكس عمق التوترات والصراعات التي كانت تعصف بمصر في تلك الفترة، وتوضح تأثيرها الكبير على الوضع السياسي والعسكري في المنطقة. وبالرغم من مرور أكثر من قرنين ونصف على هذه الأحداث، إلا أنها لا تزال تشكل موضوع اهتمام واسع النطاق في دراسات التاريخ والسياسة في مصر والمنطقة بشكل عام.