معركة تاليه في عام 1920، تمثلت في مواجهة مؤثرة وحاسمة ضمن سياق الصراعات الهامة التي شهدتها الصومال خلال فترة حروب الملا الجنوني، والتي اندلعت نتيجة للتمرد المسلح الذي قاده الملا محمد عبد الله، المعروف بـ “الملا الجنوني”. تقع تلك المعركة في سياق الصراع الذي دار بين القوات البريطانية والدرويش المتمردين، والذين كانوا يؤمنون بالإسلام وكانوا يقاتلون ضد الاستعمار البريطاني في المنطقة.
على وجه التحديد، فإن المعركة جاءت في إطار محاولة قوات الصومال لاستعادة السيطرة على منطقة تاليه، وهي منطقة استراتيجية تقع في الصومال الشمالية وتتميز بموقعها الجغرافي الحيوي. كانت هذه المعركة لها أهمية خاصة بسبب قيادة الملا محمد عبد الله للقوات الصومالية، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة وكان يُعتبر رمزًا للمقاومة الصومالية ضد الاستعمار البريطاني.
وتأتي السياقات التاريخية والاجتماعية وراء هذه المعركة لتعكس تعقيد الصراعات في المنطقة، حيث تداخلت المصالح الاستراتيجية والثقافية والدينية، وانعكست تلك الاشتباكات على حياة السكان المحليين وعلى مستقبل المنطقة بشكل عام.
بعد معركة تاليه، انتصرت المملكة المتحدة وخسر المقاومون الصوماليون، وهو ما أدى إلى تأكيد سيطرة الاستعمار البريطاني على المنطقة لفترة أطول، وزاد من معاناة الشعب الصومالي تحت الاستعمار.
يظهر من خلال هذه المعركة الحاصلة في عام 1920، تعقيد الصراعات الثقافية والدينية والاستراتيجية في الصومال، وتأثيرها الكبير على مسار تطور المنطقة ومستقبلها، وكذلك التحديات التي واجهتها القوى الاستعمارية والمقاومة المحلية في ذلك الوقت.