في العام 1992، اندلعت إحدى أبرز المعارك التاريخية في مدينة بيهاتش في البوسنة والهرسك، وهي معركة بيهاتش، ذلك الصراع الذي اتسم بحدة وعنف يتجاوز مجرد تبادل لإطلاق النار، إذ كانت هناك توترات سياسية واجتماعية تحمل وزن تاريخي هائل.
كانت بيهاتش، التي تقع عند تقاطع خطوط العرض 44.8119628 وخطوط الطول 15.8685645، في قلب الصراعات التي طبعت الحرب الأهلية اليوغوسلافية. وفي هذا السياق، تحولت المدينة إلى مسرح لمواجهات عنيفة بين مختلف الأطراف المتورطة في النزاع.
الحرب الأهلية اليوغوسلافية ككل كانت تأتي في إطار أوسع، حيث كانت تتصارع جمهوريات الاتحاد الاشتراكي اليوغوسلافي السابقة من أجل استقلالها. وفي هذا السياق، كانت البوسنة والهرسك تشهد نزاعًا شديد الوحشية، ومعركة بيهاتش تجسدت كمحطة حاسمة في هذا الصراع.
المشاركين في هذه المعركة كانوا من مختلف الجهات المتحاربة، حيث كانت بوسنة والهرسك وكرواتيا تتحالفان ضد جمهورية صرب البوسنة (Republika Srpska). وبفضل شجاعة وتصميم القوات البوسنية والكرواتية، تم تحقيق النصر، حيث اندلعت نيران الحرب على أرض المدينة، وسط انتصار يُدرج في سجل تاريخ البوسنة والهرسك كنقطة فارقة.
على مدى تلك الأحداث الدامية، تصاعدت حدة المواجهات البرية في مسرح العمليات، حيث تكاتفت قوات البوسنة وكرواتيا لاستعادة السيطرة وتأمين بيهاتش من التهديد الصربي. وفي خضم هذا الصراع، تسللت حروب المدينة والمعارك الشوارع إلى الحياة اليومية للسكان، الذين شهدوا بأم أعينهم تحول مساكنهم إلى ساحات قتال.
الفوز النهائي كان من نصيب بوسنة وهرسك وكرواتيا، حيث تحالفوا لصد هجمات جيش جمهورية صرب البوسنة. كما أضفوا بالتالي لمسة جديدة إلى الخريطة الجيوسياسية في المنطقة، مما يجعل هذه المعركة لحظة حاسمة في تاريخ اليوغوسلاف المنهارة.
في النهاية، تعتبر معركة بيهاتش عام 1992 لحظة محورية في الصراعات الدامية التي هزت البوسنة والهرسك، حيث اندلعت فيها نيران الحرب واستمرت لتاريخ يبقى محفوراً في الذاكرة التاريخية لتلك الفترة الصعبة.