في صفحة 788 من سجلات التاريخ العسكري، نجد تسجيلًا دقيقًا لمعركة بيريكوب التي وقعت في عام 1736 خلال سلسلة الحروب النمساوية الروسية التركية. هذه المعركة كانت جزءًا من سلسلة من الصراعات الجيوسياسية والعسكرية التي دارت بين الدول الإمبراطورية الروسية والنمساوية مع دولة الدولة العثمانية وحلفائها.
تحدثت المعركة على أرض أوكرانية، حيث واجهت قوات القيامة الروسية وحلفاؤها بقيادة القائد بيريكوب قوات التتار القرمية وحلفاؤهم. وقد اندلعت المعركة بعد تصاعد التوترات في المنطقة وتبادل الهجمات العسكرية بين الطرفين.
ومن خلال تحليل المصادر التاريخية، نتوصل إلى أن الجانب الروسي وحلفاؤه كانوا أكثر فعالية وقوة في الميدان، مما أدى إلى هزيمة القوات التتارية القرمية. وعلى إثر المعركة، شهدت المنطقة أحداثًا مأساوية حيث تبعت المعركة مجزرة للخاسرين، وهو ما يعكس درجة العنف والقسوة التي ميزت هذه الصراعات في تلك الحقبة.
وبناءً على السجلات، يمكن التأكيد على فوز روسيا وحلفائها في المعركة، حيث تمكنوا من تحقيق أهدافهم العسكرية وتأمين المواقع الاستراتيجية في المنطقة. وبالتالي، فإن هذا الانتصار ساهم في تعزيز نفوذ روسيا وتوسيع نطاق سيطرتها على المناطق الحدودية.
وتُظهر هذه المعركة أهمية العنصر الجغرافي في تشكيل المواجهات العسكرية، حيث تأتي أوكرانيا كمسرح رئيسي لصراعات القوى الإمبراطورية في تلك الفترة. وتبرز أيضًا أهمية الدور الاستراتيجي لبيريكوب كموقع حيوي يرتبط بالسيطرة على الطرق التجارية والعسكرية في المنطقة.
بهذا، يظهر لنا تاريخ معركة بيريكوب في عام 1736 كمحطة مهمة في تاريخ الصراعات الجيوسياسية في المنطقة، وتأثيرها العميق على توازن القوى والسيطرة الإقليمية في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط في ذلك الزمان.