في عام 1668، شهدت مدينة بورتو بيلو في بنما واحدة من الصفحات البارزة في تاريخ الحروب البحرية والبرية، حيث جسدت هذه المعركة الصراعات الإستراتيجية والجغرافية بين القوى الكبرى في ذلك الوقت. تمثلت المواجهة في اجتياح بورتو بيلو، الذي كان تحت سيطرة إسبانية آنذاك، على يد الجيوش الإنجليزية بقيادة مورغان، وهو أحد القراصنة الشهيرين في تلك الحقبة.
تمت هذه المعركة في إطار الصراعات الاستعمارية والتوسعية بين إنجلترا وإسبانيا، حيث كانت بنما ومنها بورتو بيلو تحت السيطرة الإسبانية، وكانت هناك محاولات متكررة للقراصنة الإنجليز والمستعمرين للتغلغل في تلك المنطقة الاستراتيجية والاستيلاء عليها.
بورتو بيلو كانت موقعاً تجارياً هاماً وقاعدة بحرية للإسبان، ولذلك كانت هدفاً مغرياً للقراصنة الإنجليز الذين كانوا يسعون لتكوين إمبراطورية مالية وعسكرية خاصة بهم. وقد أسهمت الأهداف التجارية والاستراتيجية المتزايدة في تصاعد التوتر بين الدولتين.
تمثلت قوة المشاركين في هذه المعركة في تواجد القوات الإنجليزية بقيادة مورغان، والتي تكونت من مجموعة متنوعة من المقاتلين والقراصنة الذين كانوا يتمتعون بخبرات وتكتيكات متقدمة في القتال البري والبحري. بينما كانت القوات الإسبانية تمثل الجيش الرسمي وقوات الأمن التابعة للدولة، وكانوا يحاولون بكل ما أوتوا من قوة الدفاع عن مواقعهم ومصالحهم في المنطقة.
شهدت المعركة استخداماً مكثفاً للتكتيكات العسكرية على الأرض وعلى البحر، حيث تم تنفيذ هجمات برية وبحرية متزامنة بهدف السيطرة على الميناء وتكسير السيطرة الإسبانية على المنطقة. وتمثلت النتيجة النهائية للمعركة في الانتصار الإنجليزي وهزيمة القوات الإسبانية، مما أدى إلى تغييرات جذرية في السيطرة على بورتو بيلو والمنطقة المحيطة بها.
بالتالي، فإن معركة بورتو بيلو في عام 1668 لم تكن مجرد صدام عسكري بين جيوش متصارعة، بل كانت نقطة تحول هامة في تاريخ الصراعات الاستعمارية، حيث أثبتت القدرة الإنجليزية على التغلب على القوى الإسبانية وتأكيد نفوذها وسيطرتها في تلك المنطقة الحيوية من العالم.