في عام 1975، شهدت العاصمة الكمبودية “بنوم بنه” واحدة من أكثر المعارك والأحداث دموية في تاريخ البلاد، وذلك خلال الفترة الأخيرة من الحرب الأهلية الكمبودية التي استمرت لعقود طويلة. وتجسدت هذه المعركة في معركة بنوم بنه التي وقعت عام 1975.
كانت الكمبود تحت ضغط شديد خلال تلك الفترة، حيث كانت قوات الحكومة الكمبودية تقاتل ضد قوات متمردة ومنظمات شيوعية، بما في ذلك جماعة “خمير روج” المتطرفة. وكانت الحكومة الكمبودية تواجه أيضًا تدخلًا خارجيًا، حيث كانت قوات شمال فيتنام تقدم الدعم للمعارضة ضد الحكومة الكمبودية.
بنوم بنه، كعاصمة، كانت محورًا لهذه المعركة الحاسمة. وفي عام 1975، استطاعت قوات شمال فيتنام بالتعاون مع الخمير الحمراء الكمبودية، السيطرة على بنوم بنه بعد معركة شرسة. وبعد السيطرة على المدينة، تبعتها مجزرة وحشية، حيث شهدت بنوم بنه واحدة من أكثر المجازر والتطهير العرقي والإبادة الجماعية في التاريخ المعاصر.
تمثلت القوى المشاركة في هذه المعركة المدمرة في الحكومة الكمبودية، والتي كانت تحت قيادة الملك سيهانوك ومن ثم الملك نورودوم سيهانوك، وكذلك الخمير الحمراء والتحالفات الشيوعية. وبعد فوز قوات شمال فيتنام والخمير الحمراء، تم تأسيس “جمهورية كمبوديا الديمقراطية”، وهي فترة مظلمة شهدت جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل مروع.
وبالتالي، يمثل معركة بنوم بنه عام 1975 نقطة تحول هامة في تاريخ كمبوديا، حيث أدت إلى تغييرات جذرية في النظام السياسي والاجتماعي للبلاد، وأسفرت عن معاناة هائلة للشعب الكمبودي. وتعتبر هذه الفترة من أكثر الفترات دموية ومأساوية في تاريخ البلاد، وتظل محفورة في ذاكرة الشعب الكمبودي حتى يومنا هذا.