في عام 456 ميلادية، تشهد التاريخ حربًا هامة ومفصلية تحمل اسم “معركة بلاسنتيا”، والتي جرت أحداثها في إيطاليا، تحديدًا في مدينة بلاسنتيا الواقعة على خط العرض 45.0526206 وخط الطول 9.6929845. تأتي هذه المعركة ضمن سياق الحروب الرومانية للخلافة والانتقالات السلطوية اللاحقة، حيث كانت جزءًا من سلسلة الصراعات التي اندلعت في الإمبراطورية الرومانية لتحديد السلطة والتأثير العسكري.
تتجلى ملامح هذه المعركة الحاسمة من خلال مشاركة فئات متعددة ومتنوعة، حيث شارك فيها جيوش من الرومان ورجال الحرب الموالين لهم، بالإضافة إلى مشاركة عناصر من صقلية والجاليات الفرنسية (الغال)، وكذلك مشاركة عناصر من مدينة بياتشينزا القريبة. يُشير التاريخ أيضًا إلى وجود قوات تابعة للإمبراطور ماجوريان، الذي كان يعتبر شخصية هامة في الساحة السياسية والعسكرية في تلك الفترة.
تتسم هذه المعركة بأهمية استراتيجية وتكتيكية كبيرة، حيث انتهت بانتصار الجنرال ريسيمر، الذي كان يعتبر شخصية بارزة في العالم الروماني آنذاك، على الإمبراطور أفيتوس، الذي كان يمثل السلطة الإمبراطورية والنخبة الحاكمة في تلك الفترة. يُعتقد أن هذا الانتصار كان له تأثير كبير على مسار الأحداث السياسية والعسكرية في الإمبراطورية الرومانية، حيث فتح الباب أمام تغييرات هامة في هيكل الحكم وتوزيع السلطة.
تجسد هذه المعركة قصة شيقة ومعقدة من الصراعات الدامية والمصالح السياسية، حيث تتداخل فيها مصالح القوى المتنافسة والشخصيات البارزة، وتبرز فيها حساسية الأمور العسكرية والاستراتيجية في تحديد مسار المستقبل السياسي والحضاري للإمبراطورية الرومانية في ذلك الزمن.