في صفحة 93 من التاريخ الوحيد والمعقد لحروبنا، نجد أنفسنا محاصرين في أحداث مأساوية غير مُريحة، حيث تُسجل معركة بادمي عام 1998، ضمن سياق الحرب الإثيوبية الإريترية. في هذا الصراع الذي امتد على مدى عدة أعوام، تمت معايرة خيوط المصير بين القوات الإثيوبية والإريترية، وكانت بادمي مسرحًا لإحدى أهم المواجهات.
يتجلى على خارطة العالم الإريتري، حيث تقع عند خطوط العرض 14.7256491 وخطوط الطول 37.8047872. هنا، على هذا الإحداثي الجغرافي، اندلعت مواجهة ملحمية تتخذ اسم بادمي، تاركة بصمة دامية في سجلات التاريخ.
في تلك الساحة الحربية، جلبت القوات المشاركة تشكيلة متنوعة من الفرق، حيث رأينا جيوش إثيوبية وإريترية تتقاتل بلا هوادة. المشاركون في هذا الصراع المأساوي لم يكونوا مجرد جنود ومقاتلين، بل كانوا يحملون معهم تاريخًا وهوية. فقد تلاقت في هذه الأرض الجبلية قصص الأمم وتراكمت تحت رماد المعارك.
وفي إطار الصفحة 93، يظهر لنا فصل من تلك الحرب الدامية، حيث تسللت مفارقات القتال إلى أروقة التاريخ. لم يكن الصراع مجرد تصادم عسكري، بل كانت فيه لحظات قاسية للأرواح والأمم. القائمون بالكتابة والتوثيق استندوا إلى مصادر متنوعة وموثوقة لتلمسوا جوانب هذه المعركة، مما جعل الصفحة 93 مكانًا حيث يلتقي التاريخ بالمأساة.
وعلى هذا الصراع الضاري، حيث تداخلت أقدار الدولتين الجارتين، خرجت إريتريا من تلك المعركة براية النصر مرفوعة. فقد انحازت النتيجة لصالح إريتريا، فيما كانت إثيوبيا قد تكبدت خسائر فادحة.
إن الفوز الإريتري لم يكن فقط انتصارًا على الأرض، بل كان أيضًا انتصارًا للهوية والاستقلال. ومع ذلك، لا يمكننا أن ننسى الألم الذي تركه هذا الصراع على الطرف الآخر. إن فقدان إثيوبيا في بادمي لن يكون جرحًا فقط في جغرافيتها، بل سيظل أيضًا جرحًا في ذاكرتها التاريخية.
وبينما يتم تسجيل هذه الأحداث في صفحة 93، يظل علينا كقراء أن نتأمل في معنى هذه المعركة. إنها ليست مجرد أحداث تاريخية، بل هي صراع يحمل في طياته الدروس والتحذيرات. في هذا الصراع، نرى تصاعد الجيوش واندلاع النيران، ولكن في نهاية المطاف، يبقى لدينا واجب الذكر والتأمل في مأساة بادمي، حتى لا نعيد كتابة تلك الصفحات المؤلمة في تاريخنا.