المعركة النيلية التي وقعت في العام -47 قبل الميلاد تمثلت في نقطة تحول مهمة في تاريخ الشرق الأوسط القديم. وقعت هذه المعركة على ضفاف نهر النيل في مصر، بالقرب من مدينة الإسكندرية، وهي إحدى أهم المدن في الإمبراطورية المصرية القديمة.
تتميز المعركة النيلية بتعقيد سياسي وعسكري كبير، حيث كانت جزءًا من سلسلة من الصراعات المعروفة باسم حروب الثلاثية الأولى. في هذه الحروب، التقت القوى الرئيسية في العالم الروماني القديم: الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفرسية والإمبراطورية المصرية، في صراعات متشابكة على الهيمنة والتفوق.
وبينما كانت القوى الرومانية تمثل التحالف المعروف بالثلاثية، الذي يضم كلًا من يوليوس قيصر وبومبي وكراسوس، فإن المملكة البطلمية كانت في صراع متزايد مع الرومانيين على الهيمنة في المنطقة.
وتجسدت المعركة النيلية كانت بين القوى الرومانية ومصر بقيادة الملكة كليوباترا السابعة وحليفها مارك أنطونيو، واللذين واجها الجيوش الرومانية الموحدة بقيادة أوكتافيان، الذي لاحقًا أصبح الإمبراطور أوغسطس.
وتمثل هذه المعركة نقطة تحول في تاريخ مصر القديمة، حيث انتهت بالهزيمة لصالح الرومان، وساهمت في تأسيس الإمبراطورية الرومانية في المنطقة، وترسخت سيطرتها على مصر، وانتهت بسقوط مصر كإمبراطورية مستقلة.
وبفوز الرومان في هذه المعركة، انحسرت نفوذ مصر واندمجت ضمن الإمبراطورية الرومانية، وبدأت فترة جديدة من التاريخ الشرقي القديم، تمثلت في الهيمنة الرومانية وتأثيرها الواسع في المنطقة، وتمثل هذه المعركة النيلية نقطة تحول حاسمة في سير التاريخ القديم، وأثرت بشكل كبير على مستقبل الشرق الأوسط والعالم الروماني.