في عام 1734، وخلال فترة الصراعات الأوروبية المعقدة والمتشابكة، شهدت منطقة السيكيا في إيطاليا حدثاً مهماً في إطار الحرب الخلفية لخلافة بولندا، حيث جرت معركة حاسمة بين القوات النمساوية والقوات الفرنسية. وتعتبر هذه المعركة جزءاً من سلسلة المواجهات التي اندلعت بين القوى الأوروبية المتنافسة في سعيها للتأثير على الأحداث في بولندا، وذلك بعد وفاة أخر ملوك بولندا من سلالة ساكسونيا، مما أدى إلى اندلاع حرب الخلافة البولندية.
تدور الأحداث في إطار هذا الصراع الضخم حيث تواجهت القوات النمساوية، الممثلة للتحالف الذي كان يدعم الدعوى النمساوية لترتيبات الخلافة البولندية، وبين القوات الفرنسية التي كانت تسعى لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والسياسية في المنطقة. وجرت المعركة في منطقة السيكيا، وهي منطقة تقع في إقليم لومبارديا بالقرب من نهر سيكيا، وقد أخذت اسم المعركة من هذا النهر.
تجسدت المعركة بين قوات النمسا التي تحالفت مع قوات بارما، والتي كانت تمثل مصالحها الإقليمية، وقوات فرنسا التي كانت تدعم مصالحها الخارجية والإقليمية في المنطقة. ورغم التشابك الكبير في المعركة وتعدد اللاعبين، فإن الفوز في النهاية كان من نصيب النمسا، حيث نجحت في هزيمة قوات فرنسا وتحالفها، وبالتالي حققت أهدافها في الصراع.
تعتبر هذه المعركة إحدى الفصول الهامة في تاريخ الصراعات الأوروبية في القرن الثامن عشر، وهي تسلط الضوء على التنافس الشديد بين القوى الكبرى في أوروبا آنذاك، وعلى أهمية المناورات العسكرية والتحالفات الإقليمية في تحديد مسار الأحداث وتوجيه مسار التاريخ في ذلك الوقت.