في العام 1783، تاريخٌ لا يُنسى يُحفر في ذاكرة المعارك والصراعات، تجتمع قوى الحرب والقدر في مدينة الجزائر، حيث كانت تلك المحطة المظلمة من مسلسل الحروب الإسبانية-الجزائرية. كل الأحداث تتركز حول مدينة الجزائر، والتي تتسم بإحداثها التاريخية الجليلة، حيث كانت تلك السنة علامة فارقة في سجلات المعارك والتصدّي للاستعمار.
عندما ينظر المرء إلى خريطة العالم، يجد نفسه يسحب ناظريه نحو الإحداثيات الجغرافية 36.7389364 خط عرض و 2.9992461 خط طول، تلك هي الإحداثيات الجغرافية التي تعلن عن موقع القتال، موقع الحرب التي غيرت مسار التاريخ في الجزائر. هنا، في هذا السياق الجغرافي، كتبت معركة الجزائر اسمها في سجلات الحروب، ولكن ليس فقط كمدينة شهيرة، بل كمكان اشتعلت فيه نار الصراع بين قوى متنافسة.
في صفحة 33 من سجلات الحروب، تنبثق تفاصيل الصراع بشكل ملحمي. كلمات تستحضر أمامنا أحداثاً ملتهبة، حيث اندلعت حروب إسبانيا-الجزائر بكل قوتها. تتبادل القوات المتورطة ضرباتها وتكتب أسماءها بأحرف من دم، حيث تشارك في المواجهة الإسبان والجزائريون، وتمثلت قوى الشمال الأفريقي وأهل المدينة في صفوف الجزائر. الإسبان، بشجاعتهم الطاغية، يندلعون في هذه المعركة التي تتخذ أبعادًا برّية وبحرية، حيث يتقاتل الجيشان بلا رحمة.
وفي هذا الإطار، تتكشف معلومات حول المشاركين في هذه الحرب، فتُرسِم لوحة تاريخية تعكس تنوع التحالفات والصدامات. يشارك في هذا الصراع الإسبان والجزائريون بشكل أساسي، لكن لا يمكن تجاهل دور شمال أفريقيا وأهل المدينة الذين قاتلوا بشرف وشجاعة. يتواجد في صفحات هذه الحروب أيضاً اسم “إسبانيا” كوحدة قتالية، و”الجزائر” كمشهد لتلك المعركة الدامية.
السنة الحاسمة هي 1783، تلك اللحظة التي تتخذ فيها المعركة منحىً حاسمًا. يتساءل المؤرخون والباحثون عما إذا كانت هذه السنة قد شكلت فترة نهاية لصراعات الجزائر وإسبانيا أم أنها كانت بداية لفصل جديد من التحديات والصراعات.
في صفحات التاريخ تكمن كثير من المعاني والدروس، وفي معركة الجزائر عام 1783، تتجلى هذه المعاني بوضوح. الفائزون يكتبون اسمهم بأحرف من ذهب، حيث تظل الجزائر تحمل لقب الرابح في هذا الصراع. إسبانيا، بالمقابل، تكون الخاسرة، وتترك أثراً مؤلماً في سجلاتها التاريخية.
تختتم هذه الفصول المظلمة في سجلات الحروب بتاريخ محفور بالدماء والشجاعة، حيث يبقى صدى المعركة وصراخ الجزائريين والإسبانيين يتردد في طيات التاريخ، متركزاً على معركة الجزائر التي باتت رمزاً للتحدي والصمود في وجه الغزو والظلم.