على ضفاف نهر الشط الذي شهد تاريخاً مليئاً بالتحولات والتقلبات، تبرز مدينة البصرة كمحطة تاريخية حاسمة على خارطة المعارك والصراعات. في عام 1915، شهدت البصرة حلقة جديدة في سجل المواجهات، حيث دخلت في نزاع حاسم يعرف باسم “معركة البصرة”، جزء لا يتجزأ من الحروب الكبيرة التي خيمت على المنطقة.
كانت البصرة المسرح الذي اندلعت فيه تلك المعركة الحاسمة في إطار الحرب الإيرانية العراقية، حيث تصاعد التوتر بين العراق وإيران ليتحول إلى نزاع مستعر، تاركاً في ذيله آثاراً عميقة على الأرض والشعب.
تجسدت المشهدية الحربية في البصرة عام 1915 بمشاركة فعالة من جانب مختلف الأطراف. فقد رقصت القوات العراقية والإيرانية على خشبة المعركة، مصحوبة بأصوات الأسلحة التي صدحت في سهوب الميدان. كما لم تكن البصرة وحدها في هذا الصراع، بل انضمت إليها مناطق أخرى مثل خرمشهر، لتكون الخلفية الجغرافية لهذا الصراع الضاري.
في هذا النزاع الدامي، استلعبت مدينة البصرة دوراً حيوياً في مسرح الحروب البرية، حيث امتزجت التضحيات والبسالة لتكوِّن لوحة تاريخية ذات أثر عميق. وفي ظل هذا السياق، يظهر تداول المشهد بين القوات العراقية والإيرانية، حتى وقع الستار على هذه الفصول الدامية، لتظهر البصرة كشاهدة حية على انتصار العراق وخسارة إيران في هذا الصراع المرير.
لكن المعركة لم تكن مجرد صدام عابر في تاريخ المنطقة، بل كانت هي اللحظة التي شكلت فيها البصرة مفتاحاً لتحولات جذرية في المسار السياسي والاقتصادي للعراق. كما أنها رسمت خريطة جديدة للتحالفات والعلاقات الإقليمية، مما يعكس عمق الجذور التاريخية لهذا الصراع.
وفي خضم هذه المعركة الضارية، لا يمكن تجاهل دور المشاركين المختلفين في هذه المأساة. كانت القوات العراقية والإيرانية على الساحة، وكذلك مدينة خرمشهر التي سجلت اسمها بحبر الدماء في تلك الأحداث القاسية. تشكل هذه المعركة نقطة تحول تاريخية في السجل العسكري والسياسي للبصرة والمنطقة المحيطة بها.
وبهذا، يظهر البصرة عام 1915 كرمز للصمود والتحدي في وجه التحولات الجيوسياسية والعسكرية. إنها ليست مجرد معركة عابرة، بل هي تجسيد للروح القتالية والثبات التي عمت تلك الأرض، مما يجعلها تاريخاً ملهماً وذا بصمة لا تُنسى في سجل المعارك والصراعات.