في عام 1882، شهدت مدينة الإسكندرية في مصر حدثاً تاريخياً هاماً يتعلق بصراعات المملكة المصرية والمملكة المتحدة، حيث اندلعت معركة الإسكندرية ضمن سياق تمرد عابدين عرابي المعروف باسم “ثورة العرابي” أو “تمرد عابدين عرابي”. كانت هذه الفترة من التاريخ تحمل في طياتها تحولات هامة ومفصلية في مسار التاريخ المصري والعلاقات بين الإمبراطوريات الأوروبية والدول العربية.
الصراع الذي نشب في الإسكندرية كان جزءاً من ثورة العرابي ضد النظام المصري والتدخل البريطاني في شؤون البلاد. وقد كانت المشاركة في هذه المعركة متنوعة، حيث شاركت قوات مصرية تحت قيادة عابدين عرابي نفسه، فضلاً عن وحدات محلية في الإسكندرية. من الجانب الآخر، شاركت القوات البريطانية، بقيادة الأدميرال بيتشامب سيمور، في هذا الصراع الذي تمثلت ذروته في معركة تل القبير.
تمت المعركة على خلفية سياسية واقتصادية معقدة، حيث كانت مصر تشهد تحولات اجتماعية واقتصادية هائلة في ظل حكم الخديوي إسماعيل، وذلك مع محاولاته لتحسين البنية التحتية وتطوير الاقتصاد. ومع ذلك، كانت هناك تحديات كبيرة تتمثل في الديون المتراكمة والاستنزاف المالي، مما أثار استياء القوى الأوروبية.
في نهاية المطاف، اندلعت معركة الإسكندرية في إطار أوسع لمحاولة القوى البريطانية إعادة الانضباط في مصر وحماية مصالحها. وعلى الرغم من المقاومة الشديدة التي واجهتها القوات المصرية، إلا أن المملكة المتحدة نجحت في تحقيق النصر، مما أدى إلى استمرار تأثيرها وتأثير الإمبراطوريات الأخرى في المنطقة.
هذه الفترة الزمنية شهدت تغييرات جوهرية في السياسة الإقليمية، وكانت بداية لتحولات هامة في تاريخ مصر والعلاقات بين الدول العربية والقوى الأوروبية. يعكس هذا الصراع المعقد حقبة تاريخية حيوية، حيث تداخلت القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إطار متشابك، وكان له تأثير كبير على مسار المنطقة في الفترة اللاحقة.