معركة أوريك (1139)، التي وقعت في البرتغال، تُعتبر من بين الأحداث البارزة في تاريخ الجهاد والصراعات المتواصلة بين المسلمين والمسيحيين خلال فترة استعادة الأندلس. في هذه المعركة، التي جرت في عام 1139، واجهت القوات المسيحية بقيادة الأمير أفونسو الأول من بورغوند وهو محارب شجاع وقيادي مخضرم، القوى الإسلامية بقيادة معاوية بن محمد المريني، حيث كانت المعركة حاسمة بالنسبة لمستقبل شبه جزيرة إيبيريا.
تمثلت القوى المسيحية في هذه المعركة بمزيج من المحاربين المحليين والقوات المساعدة من المملكات المجاورة المتحدة للتصدي للتهديد الإسلامي الذي كان يهدد سيادتهم وحريتهم. بقيادة الأمير أفونسو الأول، استطاع الفرسان المسيحيون أن يجمعوا قواتهم وينظموا استراتيجية هجومية مدروسة لمواجهة جيوش المسلمين العربية والأفريقية.
ومن الملاحظ أن الموقع الجغرافي للمعركة، والتي وقعت في منطقة أوريك، كان لصالح الفرسان المسيحيين، حيث استفادوا من التضاريس والجيوغرافيا المحلية لتحقيق ميزة تكتيكية على خصومهم. كما أن الفرص الاستراتيجية المتاحة لقوات الدفاع في الموقع قد ساعدت في تعزيز قدرتهم على صد هجمات العدو.
فيما يتعلق بالمشاركين، فقد تضمنت القوات المسيحية جنودًا من مختلف الخلفيات والثقافات المسيحية، بينما كانت القوى الإسلامية تمثلت في جيوش متعددة الجنسيات تمثلت بشكل رئيسي في المسلمين العرب والمسلمين الأفارقة الذين جمعهم الشوق للدفاع عن الأندلس.
وبعد معركة شرسة ومريرة، نجحت القوات المسيحية البرتغالية في تحقيق النصر على خصومهم الإسلاميين. وهذا الانتصار لهو ليس فقط انتصار عسكري، بل كان له أيضًا أبعاد سياسية وثقافية هامة، حيث ساهم في تعزيز سيطرة المسيحيين على الأراضي والثقافة في شبه الجزيرة الإيبيرية.
وبهذا الفوز الباهر، ترسخت سيادة البرتغال كقوة مسيحية قوية في المنطقة، في حين تضاءل نفوذ الدولة الإسلامية في إيبيريا، مما فتح الباب أمام مزيد من التقدم في عملية استعادة الأراضي وتوحيد الممالك المسيحية في الشبه الجزيرة.