معركة أورليانز (الثالثة) التي وقعت في عام 1870 تمثل نقطة تحول حاسمة في سياق الصراعات التاريخية بين فرنسا وبروسيا خلال الحرب الفرنسية البروسية. بموقعها الاستراتيجي الحيوي على ضفاف نهر اللوار وعلى بعد نحو 130 كيلومترا جنوب غرب باريس، كانت أورليانز تشكل نقطة تفتيت حيوية للاتصالات والإمدادات بين الجيوش الفرنسية المنتشرة في المنطقة الشمالية والوسطى من فرنسا.
تمثلت المعركة في محاولة القوات الفرنسية لاستعادة السيطرة على مدينة أورليانز بعد أن كانت قد سقطت في أيدي القوات البروسية. وقد شهدت المعركة مواجهات عنيفة بين القوات الفرنسية بقيادة المشير ماك-ماهون والقوات البروسية بقيادة الفيلق الأول من الحرس البروسي.
بتكتيكات محكمة واستخدام للتضليل والمفاجأة، استطاعت القوات البروسية تحقيق الميزة التكتيكية في موقعها في أورليانز، وبناءً على ذلك، نجحت في صد هجمات الجيش الفرنسي وتحقيق فوز استراتيجي مهم.
بالرغم من شراسة المعركة وبذل الجهد الكبير من الجانب الفرنسي، إلا أنها انتهت بانتصار القوات البروسية وفقدان الجيش الفرنسي لسيطرته على المدينة، مما أضفى على الحرب بشكل عام توجهاً لصالح بروسيا وألمانيا.
تأتي هذه المعركة ضمن سياق الحروب العسكرية الهامة والمفصلية في تاريخ أوروبا، حيث كانت تلك الفترة مصدرًا لتحولات جيوسياسية هامة في القارة الأوروبية، وأثرت بشكل كبير على تشكيل الدول الأوروبية الحديثة وتوازن القوى في القارة.