معركة أوتيكا الأولى، التي وقعت في عام 203 قبل الميلاد، تمثل نقطة تحول مهمة في السياق العسكري للحرب الثانية بين روما وقرطاجة، حيث شهدت انقلابًا في توازن القوى في المنطقة وأثرت بشكل كبير على مسار الصراع. وقد جمعت هذه المعركة القوات الكارثاجية وحلفائها مع القوات النوميدية بقيادة سيفاكس، والتي كانت مواجهة للقوات الرومانية وحلفائهم، وتحديداً مدينة أوتيكا في تونس الحالية.
تقع أوتيكا في تونس، عند خط عرض 37.0075015 وخط طول 9.9465077، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة نظراً لموقعها القريب من العاصمة الكارثاجية قرطاجة. وكانت المعركة جزءًا من الصراعات العسكرية الدائرة بين روما وقرطاجة خلال الحروب البونية، وتمثلت في المواجهة بين القوات النوميدية الموالية لسيفاكس وبين قوات قرطاجة بإسناد من تونس، والتي كانت تتصدى لتقدم الجيش الروماني.
وقد كانت المعركة جزءًا من سلسلة من المواجهات الحاسمة خلال هذه الحرب، حيث كانت تهدف قوات سيفاكس وقرطاجة إلى الصمود ضد التقدم الروماني، الذي كان يسعى للسيطرة على شمال إفريقيا. وقد تبنى الرومان استراتيجية عسكرية متعددة الأوجه، تضمنت التحالف مع القوى المحلية المعادية لقرطاجة، بما في ذلك القوى النوميدية بقيادة ملكها سيفاكس.
وانتهت المعركة بانتصار قوات النوميديين وروما، مما أدى إلى فقدان قوات قرطاجة السيطرة على المنطقة وفتح الباب أمام التوغل الروماني في شمال إفريقيا. ومع ذلك، لم يكن انتصار الرومان سببًا في الهزيمة النهائية لقرطاجة، بل كانت هذه المعركة جزءًا من مسار الصراع الطويل الذي انتهى بانتصار روما وانهيار قرطاجة كقوة كبرى في المنطقة.
بالإضافة إلى الأهمية العسكرية، فإن معركة أوتيكا الأولى لها أيضًا أهمية تاريخية كبيرة في فهم ديناميات الصراع الثقافي والسياسي بين القوى النوميدية وقرطاجة، ودور الرومان في هذا السياق، وتأثيرها على مستقبل المنطقة والتوازنات السياسية في البحر الأبيض المتوسط.