معركة أوترانتو عام 1480 كانت محطة تاريخية مهمة في إطار الصراعات الإمبراطورية التركية، حيث اشتبكت القوات العثمانية بقيادة السلطان محمد الثاني مع قوات مدينة أوترانتو الإيطالية. تمثلت هذه المعركة في نقطة تحول حاسمة في التاريخ العسكري بين الدولة العثمانية الناشئة والدول الأوروبية الكبرى، وأثرت بشكل كبير على مسار التاريخ الإيطالي والبحر الأبيض المتوسط.
مع مرور القرون، تنامت قوة الدولة العثمانية وامتدت توسعاتها إلى مناطق عديدة، مما جعلها تمثل تهديداً محتملاً للدول الأوروبية. وفي هذا السياق، شكلت مدينة أوترانتو بوابةً استراتيجية بالنسبة للعثمانيين نحو البندقية والقواعد البحرية الإيطالية الأخرى. وقد رأى السلطان محمد الثاني في غزو أوترانتو فرصة لتوسيع نفوذه وتعزيز نفوذ الدولة العثمانية في المنطقة.
بدأت المعركة بغزو عثماني ضخم، حيث قاد السلطان محمد الثاني جيشه نحو أوترانتو. وكانت المعركة ذات أبعاد إستراتيجية وتكتيكية هامة، حيث جذبت انتباه القوى الأوروبية الكبرى، خاصة البندقية والبابا والممالك الإيطالية الأخرى.
بالرغم من شجاعة المدافعين الإيطاليين ومقاومتهم الشرسة، إلا أن العدد الهائل للقوات العثمانية وتفوقها التكتيكي ساهما في سقوط أوترانتو بيد العثمانيين. ورغم أن هذه المعركة لم تشهد مجزرة بالمعنى التقليدي، إلا أنها أثارت هلعاً كبيراً بين السكان المحليين وتسببت في دمار هائل للممتلكات والبنى التحتية.
في نهاية المطاف، اعتبرت معركة أوترانتو انتصاراً للعثمانيين وخسارة فادحة لأوترانتو والقوى الأوروبية التي كانت تحاول صدها. وبفضل هذا الانتصار، تمكنت الدولة العثمانية من تعزيز سيطرتها على المنطقة وتأكيد هيمنتها في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما أثر بشكل كبير على العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية في المنطقة لعقود قادمة.