المعركة الثالثة لأراكان، التي جرت في الفترة من 12 ديسمبر 1944 إلى 28 فبراير 1945، تمثلت في مفترق طرق حاسم لقوات الحلفاء في مسعاها لتحقيق النصر النهائي في جبهة جنوب شرق آسيا خلال الحرب العالمية الثانية. تمت المعركة في منطقة أراكان بولاية بورما الحالية، وكانت جزءًا من الحملة الأخيرة لطرد القوات اليابانية من المنطقة وتحرير بورما.
بعد نجاح حملة تحرير الجزء الأول من بورما، بدأت القوات البريطانية والهندية، بقيادة الجنرال وليام سليمان، في التخطيط لهجوم جديد على أراكان. تم تكليف اللواء جوزيف وارنوك بقيادة العمليات، واستخدمت القوات البريطانية والهندية والأسترالية والنيوزيلندية والأمريكية في المعركة.
كانت المعركة معقدة ومستمرة، حيث تضمنت معارك شرسة ومواجهات عنيفة بين الجانبين. استخدمت القوات اليابانية استراتيجيات الدفاع المتقدم والتحصينات القوية، مما جعل التقدم الحلفاء صعبًا ومكلفًا بالأرواح. ومع ذلك، بفضل التخطيط الجيد والتنفيذ الدقيق، نجحت القوات الحلفاء في كسر خطوط الدفاع اليابانية والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة.
من أبرز التطورات في المعركة كان استخدام القوات الحلفاء للقوة الجوية بشكل فعال في قصف مواقع العدو ودعم القوات البرية، مما ساهم في تحقيق تقدم ملموس على الأرض. كما شاركت القوات البحرية البريطانية في قصف السواحل اليابانية لقطع خطوط الإمداد والتزود البحري للعدو.
بنهاية فبراير 1945، تمكنت القوات الحلفاء من تحقيق النصر في المعركة، وتمكنت من استعادة السيطرة على أراكان بالكامل من القوات اليابانية. كانت المعركة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث فتحت الطريق للهجوم النهائي على ميانمار وطرد القوات اليابانية نهائيًا من المنطقة.
من المهم أن نذكر أن المعركة شهدت تضحيات كبيرة من الجانبين، حيث قدرت الخسائر بالآلاف من الجنود والمدنيين. ومع ذلك، فإن النجاح في المعركة كان حاسمًا في تحرير بورما وإعادة الأمل للشعب البورمي المنكوب بالحرب.