معركة أترار التي وقعت في عام 1219 تمثل نقطة تحول حاسمة في سلسلة الفتوحات التي قادها جنكيز خان وجيشه المغولي في منطقة آسيا الوسطى خلال فترة الفتوحات المغولية. تمثلت هذه المعركة في تواجه عنيف بين جيوش الإمبراطورية الخوارزمية والقوات المغولية التي كانت تحت قيادة جنكيز خان.
تقع مدينة أترار في ما يعرف الآن بجمهورية كازاخستان، وكانت تلك المنطقة جزءًا من إمبراطورية خوارزم القوية التي كانت تهيمن على أجزاء واسعة من آسيا الوسطى في تلك الفترة. ومع ذلك، كانت الإمبراطورية الخوارزمية تتعرض لضغوط متزايدة من القبائل المغولية المتمردة بقيادة جنكيز خان، الذي كان يسعى لتوسيع نفوذه وسلطته في المنطقة.
تمثلت معركة أترار في اقتحام قوات جنكيز خان للمدينة ومواجهتها لقوات الإمبراطورية الخوارزمية هناك. وقد شهدت المعركة مواجهات عنيفة بين الطرفين، حيث استخدمت القوات المغولية تكتيكاتها الهجومية القوية والتي كانت معروفة بفتكها وسرعتها في التحرك، بينما حاولت قوات الخوارزم التصدي لهذه الهجمات بكل قوة.
وبالرغم من مقاومة القوات الخوارزمية، إلا أن النهاية كانت لصالح القوات المغولية بقيادة جنكيز خان. فقد نجحت القوات المغولية في اجتياح المدينة وتحقيق النصر الكبير في هذه المعركة الحاسمة. وبذلك، فقد تأكد تفوق القوى المغولية على الإمبراطورية الخوارزمية، وسطّر جنكيز خان اسمه بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ كواحد من أعظم المحاربين والفاتحين في التاريخ.
تعتبر معركة أترار من الفصول الدامية في سيرة جنكيز خان وتوثق القوة الهائلة التي كان يمتلكها والتي سمحت له بتحقيق انتصارات كبيرة وتوسيع إمبراطوريته في شتى أنحاء آسيا الوسطى. وتظل هذه المعركة محطة هامة في تاريخ المنطقة وتذكيرًا دائمًا بقوة وشراسة الفتوحات المغولية التي غيرت خريطة القوى في آسيا الوسطى وجعلت من جنكيز خان شخصية تاريخية لها أثر كبير في تطور العالم في تلك الفترة.