مناسبات عربية وعالمية

معاني الأشهر في التقويم الهجري

معاني الأشهر في التقويم الهجري:

التقويم الهجري هو تقويم يعتمد على الدورة الشهرية للقمر حول الأرض، ويستخدمه المسلمون في جميع أنحاء العالم لتحديد المناسبات الدينية والأعياد. يُعرف هذا التقويم أيضًا بتقويم “القمري” أو “الهجري”، حيث يعتمد على تحرك القمر حول الأرض في دورة مدتها حوالي 29.5 يوماً.

يتألف التقويم الهجري من 12 شهراً قمرياً، وهي: المحرّم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأول، جمادى الآخر، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، وذو الحجة. وهذه الأشهر لا تختلف في ترتيبها من عام لآخر، إلا أن بداية السنة الهجرية تكون متغيرة سنوياً بسبب الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية.

سنستعرض في هذا المقال معاني أسماء الأشهر الهجرية وأسباب تسميتها، وما يتعلق بها من طقوس وتقاليد في المجتمع العربي والإسلامي.

1. المحرّم

يُعتبر شهر المحرّم أول أشهر السنة الهجرية، وهو من الأشهر الحرم التي حرّم فيها القتال في الجاهلية، وهو أحد أربعة أشهر محرم فيها القتال وفقًا للقرآن الكريم. كلمة “المحرّم” تعني “الممنوع” أو “المحرّم”، أي أن العرب كانوا يحرمون القتال في هذا الشهر حرصًا على تحريمه لأغراض دينية وثقافية.

ويعد شهر المحرّم، وخاصة اليوم العاشر منه، يوم عاشوراء من الأيام التي لها مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي. في هذا اليوم، يُستحب الصيام للتقرب إلى الله تعالى، وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وبيّن فضله. كان ذلك اليوم أيضًا يومًا مهمًا في حياة المسلمين لذكرى أحداث عديدة، منها حادثة غرق فرعون ونجاة النبي موسى عليه السلام.

2. صفر

أما شهر صفر، فهو الشهر الثاني في السنة الهجرية. تُقال بعض الروايات أن العرب أطلقوا عليه اسم “صفر” لأنهم كانوا يتركون بيوتهم ويسافرون خلاله، مما يترك أماكنهم “فارغة” أو “صفراء” من السكان. بعض المراجع القديمة تشير أيضًا إلى أن العرب كانوا يسمون هذا الشهر “صفر” نظرًا لكونه الشهر الذي كان يكثر فيه الجدب وقلة الموارد.

وفي بعض المجتمعات الإسلامية، يرتبط شهر صفر بمعتقدات شعبية، حيث يُعتقد أنه شهر الجُهد والمشقة، وهي معتقدات قديمة لا أساس لها في الإسلام.

3. ربيع الأول

ربيع الأول هو الشهر الثالث في التقويم الهجري، ويأتي بعد شهر صفر. سُمّي “ربيع” لأنه يتزامن مع بداية فصل الربيع في المنطقة العربية، وهو فصل يتصف بالاعتدال في الطقس وزيادة الإنتاج الزراعي.

يُعد شهر ربيع الأول ذو أهمية خاصة في تاريخ الإسلام، حيث يُحتفل فيه بمناسبة مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في 12 من هذا الشهر. ومنذ ذلك الحين، أصبح الاحتفال بهذه الذكرى أحد أبرز التقاليد الإسلامية، ويحتفل به المسلمون في العديد من البلدان بمختلف الطقوس والفعاليات.

4. ربيع الآخر

ربيع الآخر هو الشهر الرابع في التقويم الهجري، ويأتي بعد ربيع الأول. سُمّي هذا الشهر “ربيع الآخر” لأنه يقع بعد ربيع الأول، ويشير أيضًا إلى الفصل الثاني من الربيع في بعض المناطق العربية.

ورغم أنه لا يحظى بالشهرة نفسها التي يتمتع بها ربيع الأول، إلا أن هذا الشهر لا يخلو من الأحداث التاريخية الهامة. ولا توجد مناسبات دينية خاصة ترتبط به بشكل مباشر كما في ربيع الأول.

5. جمادى الأول

جمادى الأول هو الشهر الخامس في السنة الهجرية. وتعود تسميته إلى أن هذا الشهر كان يتزامن مع فترة من السنة التي كان فيها الطقس باردًا جدًا، مما يؤدي إلى تجمّد المياه وتسمى “جمادى”، أي الماء المتجمد.

وكانت هذه الفترة في الجاهلية تمثل وقتًا من الشدة والمشقة على العرب بسبب صعوبة الحياة في هذه الأشهر. وبعد دخول الإسلام، لم يتغير الاسم، بل ظل كما هو في التقويم الهجري.

6. جمادى الآخر

جمادى الآخر هو الشهر السادس في التقويم الهجري. ويتبع شهر جمادى الأول، وقد سُمّي بهذا الاسم لذات السبب، حيث كان يمثل فترة تجمّد المياه بسبب البرد القارس.

على الرغم من أن هذا الشهر ليس مميزًا في جوانب دينية أو تاريخية، إلا أنه يعتبر جزءًا من تاريخ التطور الزمني في التقويم الهجري.

7. رجب

يعتبر رجب الشهر السابع في التقويم الهجري، وهو من الأشهر الحرم الأربعة التي يُحرّم فيها القتال. سُمّي هذا الشهر “رجب” لأن العرب كانوا “يرجبون” أي يتركون القتال فيه. هذا الشهر يشتهر بكونه من الأشهر الفضيلة التي تستحب فيها العبادة والتقرب إلى الله.

وفي هذا الشهر، وقع الإسراء والمعراج، وهي واحدة من أعظم المعجزات التي حدثت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أُسرِيَ به من مكة إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به إلى السماوات.

8. شعبان

شعبان هو الشهر الثامن في السنة الهجرية. سُمّي هذا الشهر بهذا الاسم لأنه كان يفصل بين شهري رجب ورمضان، وكان العرب في الجاهلية يتفرقون فيه في طلب المياه.

وقد اشتهر شهر شعبان في الإسلام بكونه الشهر الذي يسبق شهر رمضان، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيه. كما يُستحب فيه الصيام تطوعًا من قبل المسلمين، وله فضل عظيم في التقرب إلى الله.

9. رمضان

رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية، ويُعد من أشهر الشهور المباركة في الإسلام. سُمّي الشهر بـ”رمضان” نسبةً إلى حر الصيف، حيث كانت الأجزاء المتعطشة من الأرض “ترتوي” بهذا الشهر.

يُعتبر رمضان شهر الصوم والعبادة، وهو شهر يُحرم فيه الأكل والشرب من الفجر إلى غروب الشمس. وقد فرض فيه صيام شهر رمضان على المسلمين في السنة الثانية للهجرة. كما يُعد هذا الشهر شهرًا مميزًا لكونه الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم.

10. شوال

شوال هو الشهر العاشر في التقويم الهجري، وهو الشهر الذي يلي رمضان. سُمّي “شوال” بسبب أن الإبل كانت “تشول” أي ترفع ذُيولها في هذا الشهر، بسبب تحسن حالتها الجسدية بعد الشهور التي مرت عليها.

يشتهر شهر شوال بعيد الفطر، الذي يأتي بعد شهر رمضان مباشرة. ويعد هذا العيد من أكبر الأعياد الإسلامية، ويحتفل فيه المسلمون بعد صيام شهر كامل، وهو وقت الفرحة والتكافل الاجتماعي.

11. ذو القعدة

ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر في السنة الهجرية. سُمّي “ذو القعدة” لأنه كان وقتًا يحجم فيه العرب عن القتال، ويجلسون في بيوتهم للاستعداد للذهاب إلى الحج في الشهر التالي.

يُعد ذو القعدة أحد الأشهر الحرم التي يكون فيها القتال محرّمًا، ويعتبر هذا الشهر مقدمة للشهر الذي يلي فيه موسم الحج في مكة المكرمة.

12. ذو الحجة

ذو الحجة هو الشهر الثاني عشر والأخير في السنة الهجرية. سُمّي “ذو الحجة” لأنه يضم موسم الحج، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة. في هذا الشهر، يؤدي المسلمون في مختلف أنحاء العالم مناسك الحج في مكة المكرمة، وهو يشهد أيضًا عيد الأضحى، الذي يُحتفل فيه بذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين.

ويُعتبر ذو الحجة أحد الأشهر الحرم، ويتميز بكونه آخر شهر في التقويم الهجري.

الخاتمة

كل شهر هجري يحمل في طياته تاريخًا طويلًا وأحداثًا عظيمة تميزته. إن فهم معاني هذه الأشهر وأسمائها يساعد المسلمين على التفاعل بشكل أفضل مع التقويم الهجري وتنظيم حياتهم الدينية والاجتماعية في ضوء الأحداث والمناسبات الهامة التي تقع في كل شهر.