“مطاردة شروق الفجر” هو كتاب يكتب بأسلوب روائي مفعم بالحيوية، حيث تقدم الفنانة والمؤلفة الأكثر مبيعًا جيول نظرة شاملة على حياتها المليئة بالأحداث والتحولات. بداية من مقاطع من حياتها الطفولية في ألاسكا، مرورًا ببداياتها كفنانة تكافح، وصولاً إلى تحدياتها كابنة وأخت وامرأة، ترصد جيول في هذا الكتاب جولة فريدة من نوعها على مدى عام حافل بالسحر والتقلبات.
يبدأ الكتاب بوصف مؤثر لمشهد في ستوكهولم، حيث يصف الكاتب المكان بكل تفاصيله المؤثرة، مع القنوات التي تبكي بصمت خارج الفندق الكبير. تتساقط المياه بلا صوت على الرصيف، وكأنها حافة متمزقة. وفي هذا الجو البارد والذي يتجمد فيه الأرض قريبًا، يشعر الكاتب بالبرودة تتسلل إلى جلده من خلال زجاج النافذة، والمصباح، والمناشف.
التفاصيل الشخصية المثيرة للإعجاب لحياة جيول تتنوع بين لحظاتها على المسرح، وضغوطات صناعتها، وحلاوة الحب ومرارة الخسارة. تصوّر جيول بدقة فائقة وبأسلوب أنيق الموسيقيين، والأحباء، وراكبي الدراجات النارية، والغرباء، والمشاهير، والشخصيات التي تعيش في عالمها. ومن خلال هذا الكتاب الذي يتيح للقارئ نظرة نادرة على نقاط تحول الحياة كما لو كان يراها من فوق كتف الكاتبة، يقدم جيول تفاصيلها الشخصية بشكل عميق حول الأحداث التي شكلت فهمها: طلاق والديها، وتجربتها للفقر، والتئام علاقتها الصعبة مع والدها، وتطور موهبتها الفريدة.
من خلال تلك المواضيع المشوّقة والمثيرة، يندمج الكتاب في موزايك من النثر والشعر، يُرسم بإيقاعات الحياة نفسها. بمساهمة رسومات جيول الخاصة وصور لم تُر من قبل من أرشيف عائلتها، يتحوّل “مطاردة شروق الفجر” إلى أكثر من مجرد مجموعة من اللحظات والمشاهد والقصص. إنها لوحة جميلة مصاغة بدقة، تجمع بين حبكة الحياة ونبضها الحيوي.
تُعتبر هذه الرحلة المثيرة مع جيول خلال جولتها العالمية “روح العالم”، والتي يتم تأريخها في هذا الكتاب، فرصة نادرة للقارئ لاستكشاف عوالم مختلفة، والتعرف على شخصيات مثل جيول وقصتها الحقيقية. إنها دعوة لاكتشاف الجمال في التفاصيل الصغيرة، وفهم قوة الكلمات والصور في ترويض حكايات الحياة وجعلها فنًا ملهمًا ومتألقًا.
من خلال هذا الكتاب الذي أصبح أحد أكثر كتب الشعر والأدب المفضلة لدى الكثيرين، تتأكد جيول نفسها كضوء على الأفق الأدبي. بوحي من رؤى اللحظة إلى اللحظة لحياتها كما تعيشها الآن، تنقل جيول لنا مجموعة لا تُنسى من الصور الجامدة التي تعكس حياتها وقصتها بأسلوب فريد ومؤثر.
ومن خلال تجميع هذه اللقطات النابضة بالحياة، والمزينة بالشعر والنثر، يقدم “مطاردة شروق الفجر” للقارئ رحلة ممتعة وملهمة عبر عوالم جيول المدهشة والمليئة بالعواطف والتحديات والنجاحات. إنه كتاب يعيدنا إلى جذورنا البشرية، يشعرنا بالتأمل في الذات والعالم من حولنا، ويثير العديد من الأسئلة العميقة حول الحياة والفن ومعنى الوجود.
هكذا، تندمج كلمات جيول في هذا الكتاب إلى لوحة فنية رائعة، تسلط الضوء على الجمال في العاديات والقوة في الضعف، وتجلب لنا الأمل والإلهام من خلال رحلتها الشخصية الرائعة. إنها دعوة للغوص في أعماق الذات، واستكشاف أعمق طبقات الحياة، برؤية فنية تمزج بين الواقع والخيال بشكل مثير للإعجاب.
“مطاردة شروق الفجر”، هذا الكتاب الذي يتأرجح بين الشعر والنثر، يمثل رحلة ممتعة وملهمة عبر حياة فنانة استثنائية، تخطو خطواتها على مسارها المميز في عالم الفن والإبداع. إنها قصة لا تُنسى، تروي بصدق وجرأة تفاصيل حياة تملأها الحب والألم، النجاح والفشل، والتحولات التي تشكّل هويتنا وتجعلنا نتساءل عن جوانب جديدة من أنفسنا ومن حولنا في كل لحظة تمرّ بها.