في الخامس من سبتمبر عام 2023، أطلق رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مبادرة استراتيجية رائدة تستهدف تحفيز الاقتصاد المصري وتعزيز الصناعات الحيوية. حيث أقر قرارًا بتحديد سبع صناعات استراتيجية تعتبر محورية لتحقيق التنمية الاقتصادية والتنوع الصناعي في البلاد. يأتي على رأس هذه الصناعات الاستراتيجية، البتروكيماويات والهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، فضلاً عن السيارات الكهربائية والتعدين والمنسوجات والأجهزة الإلكترونية.
هدف هذا الإجراء الحكومي الرامي إلى دعم هذه الصناعات المحورية هو تحفيز الاستثمار وتوفير بيئة ملائمة للشركات العاملة في هذه القطاعات. وتأتي هذه الخطوة مرفقة بإعفاءات ضريبية تشمل إعفاء ضريبة القيمة المضافة على الآلات والمعدات والمواد الخام المستوردة، فضلاً عن إعفاء ضريبة الدخل على الأرباح المحققة من الأنشطة الاستراتيجية. ولتحقيق هذه الإعفاءات، يتعين على الشركات تنفيذ وتشغيل المشروعات التي تستثمر فيها في غضون خمس سنوات، مما يعزز التفاعل الفعّال والسريع للشركات مع هذه المبادرة.
تترتب على هذه الخطوة آثار إيجابية كبيرة على الاقتصاد المصري والمجتمع، حيث تعزز النمو الاقتصادي بزيادة الصادرات وتوفير فرص العمل، وتجذب الاستثمارات الأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه الصناعات في التنمية الاجتماعية من خلال توفير منتجات وخدمات عالية الجودة، وبالتالي تحسين مستوى المعيشة للمواطنين. ولا تقتصر إسهامات هذه الصناعات على النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، بل تمتد أيضًا إلى حماية البيئة من خلال استخدام تقنيات صديقة للبيئة وخفض انبعاثات الكربون.
لنلقي نظرة على أمثلة على دور هذه الصناعات الاستراتيجية في تنمية المجتمع المصري، نجد أن صناعة البتروكيماويات تلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج منتجات حيوية مثل الأسمدة والبلاستيك والمواد اللاصقة. من جهة أخرى، تسهم صناعة الهيدروجين الأخضر في توليد طاقة نظيفة مع تقليل انبعاثات الكربون، في حين تسهم صناعة الطاقة الشمسية في زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
ومن خلال تعزيز الاستثمار في هذه الصناعات الاستراتيجية، تسعى الحكومة المصرية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحيوية، وتعزيز الصناعة المحلية، وبالتالي دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر نحو الأمام.
المزيد من المعلومات
تضيف هذه المبادرة الحكومية الرائدة طابعًا استراتيجيًا إلى المنظومة الاقتصادية المصرية، حيث تشير إلى رؤية حكومية طموحة تهدف إلى تعزيز التنوع الاقتصادي وتحفيز الابتكار في قطاعات تعد حجر الزاوية للاقتصاد الوطني. ويعكس قرار تحديد الصناعات الاستراتيجية المعفاة من الضرائب إرادة الحكومة في تعزيز تكامل الصناعات وتحسين كفاءة الإنتاج.
تتيح الإعفاءات الضريبية المخصصة للصناعات الاستراتيجية تحفيز الشركات للاستثمار بشكل أكبر في مشروعاتها، مما يؤدي إلى تحسين البيئة التنافسية للشركات المحلية وجذب المستثمرين الأجانب. يعزز هذا الإجراء فرص العمل ويسهم في تعزيز الخبرات والكفاءات المحلية في مختلف المجالات.
في سياق آخر، يُظهر التركيز على صناعة الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر التزام الحكومة المصرية بتحقيق التنمية المستدامة والتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة. يسهم هذا في تحسين جودة البيئة وتخفيض تأثير الصناعات على التغير المناخي، ما يتسق مع التزامات مصر الدولية في مجال الحفاظ على البيئة.
الشروط المرفقة مع الإعفاءات الضريبية تبرز التزام الحكومة بضمان أن تعود هذه الإجراءات بالفائدة للمجتمع المحلي. فالتأكيد على إتمام وتشغيل المشروعات التي استثمرت فيها في مدة أقصاها خمس سنوات يشير إلى الرغبة في تحقيق نتائج فعّالة ومستدامة في المدى الطويل.
إن هذه الخطوة تستند إلى فهم عميق لأهمية الصناعات الاستراتيجية في دفع عجلة التنمية في مصر. بالتالي، يمكن أن تكون هذه المبادرة الحكومية الهامة هي الخطوة الأولى نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يستفيد من موارده بشكل فعّال ويخدم تطلعات المجتمع المصري في التقدم والازدهار.