“مصابيح: مذكرات عن المرشدين” هو عمل أدبي يسرد قصة حياة ماريان رايت إيدلمان، وهي شخصية تاريخية بارزة في النضالات من أجل حقوق الإنسان والأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية. تتناول هذه الذكريات السيرة الذاتية لإيدلمان بأسلوب يروي قصة حياتها والتحديات التي واجهتها خلال القرن العشرين، وتسلط الضوء على دور الشخصيات التي كانت مصابيحًا تنير طريقها.
الكتاب يجسد فكرة المصابيح كرمز للمرشدين والمعلمين الذين ساهموا في توجيه مسار حياتها ونضالها، ويعكس الامتنان العميق الذي تحمله إيدلمان تجاه تلك الشخصيات. يُشير العنوان إلى الطموحات الجميلة للكاتبة بأن تكون حياتها مصدر إلهام للأجيال القادمة.
تتناول الذكريات أيضًا الدور الهام الذي لعبته النساء السود في بينيتسفيل، كارولينا الجنوبية، والذين كانوا جزءًا من شبكة الدعم المجتمعي القوية التي دعمت الشابة ماريان رايت أثناء نشأتها في جنوب الولايات المتحدة المفصولة. وتركز الكاتبة على فترة دراستها في كلية سبيلمان في أواخر الخمسينيات، حيث كانت المدرسة مركزًا للنشاطات النضالية من أجل حقوق الإنسان، وتُعرض مقتطفات من يومياتها الجامعية الصادقة والمليئة بالعاطفة.
تأخذنا الذكريات إلى ولاية ميسيسيبي في الستينيات، حيث كانت إيدلمان أول وأول سيدة سوداء تمارس مهنة المحاماة. وتسرد الكاتبة تجربتها الشخصية بشكل مثير للاهتمام، مُضيفةً إضافة قيمة إلى أدب حقوق الإنسان: “الشخص الوحيد الذي اعترفت به في الحشد المهدد عندما كنت أسير نحو درج الساحة الأمامية للمحكمة كان صحفي نيويورك تايمز البارز. لم يعترف بي ولا التقط نظرتي. عرفت حينها ماذا يشبه أن تكون شخصًا أسود فقيرًا في ميسيسيبي: وحيدًا.”
وتسلط الكاتبة الضوء على لحظة هامة عندما قادت بوبي كينيدي في رحلته المصيرية لرؤية فقر وجوع ميسيسيبي بنفسه، تجربة شخصية قوية للشاب كينيدي التي ساعدت في إيقاظ وعي الأمة تجاه مشكلة الجوع والفقر لدى الأطفال.
تُزين الذكريات بثلاثين صورة شخصية للكاتبة وتشتمل على “عهد الوالدين” و “خمسة وعشرين درسًا آخر للحياة”، مصدر إلهام لجميعنا – الآباء والأمهات والأجداد والمعلمين والزعماء الدينيين والمدنيين – لتوجيه وحماية وحب أطفالنا كل يوم، ليصبحوا، في رؤية ماريان رايت إيدلمان، وكلاء الشفاء للتحول الوطني.