مسلم محمد لفته الوائلي، الرادود والمُنشِد والمُلحِن الشيعي البارز، يمثل شخصية فنية نابعة من تراث فن الرد والترانيم الحسينية في جمهورية العراق. وُلِد في الثاني والعشرين من يونيو 1999م في حي الغدير بمحافظة ذي قار في سوق الشيوخ. تكونت شخصيته الفنية في بيئة حسينية وتأثرت بشكل كبير بأقربائه الذين يشاركون في هذا المجال، مثل خاله الرادود علي الترابي وخاله الشاعر حسن الترابي، إلى جانب أخيه الرادود علي الوائلي.
على منبره الفني، بدأ مسلم الوائلي رحلته صدفةً منذ نعومة أظفاره عام 2008م في موكب بقية الله في مدينة سوق الشيوخ. تلقى تعليمه الفني من الرادود محسن الزهيري، حيث اتسم أداؤه بالعمق والتأثير. حاز عام 2016م على شهادة في فنون نغم المقامات الموسيقية الأساسية، مما أضاف إلى مهاراته وفهمه العميق للجوانب الموسيقية في أداءه.
تألق مسلم الوائلي على منابر فن الرد والترانيم الحسينية في معظم محافظات العراق، وتجاوزت مشاركاته الحدود الوطنية لتشمل المشاركة في المواكب والمجالس الحسينية خارج العراق، كما زار إيران وسوريا ولبنان.
ترافق هذا التألق الفني مع مشاركته في عدة برامج تلفزيونية، حيث تمت استضافته على قنوات فضائية مختلفة. من بين تلك المقابلات، يبرز لقاؤه مع قناة آسيا الفضائية في برنامج “ما مطروق” مع الإعلامي الشاعر علي المنصوري، ومشاركته في برنامج “كلنا مع الحسين” على قناة الأنوار الفضائية من تقديم الإعلامي مهند الكربلائي.
تتوج إسهامات مسلم الوائلي في عالم الفن الحسيني بالجوائز التي حصدها، حيث نال درع يوتيوب الفضي والذهبي بسبب تجاوز عدد المشتركين على قناته في يوتيوب، وهيجت هذه الإنجازات عشاقه ومحبيه.
من بين أبرز أعماله الفنية التي حققت نجاحاً كبيراً، قصيدة “عباس بونينك” للشاعر العراقي سيد محمد الموسوي، والتي احتلت مرتبة متقدمة بعدد مشاهدات فاقت 50 مليون مشاهدة على قناته في يوتيوب. تليها قصيدة “يساجيني حزنك” للشاعر حسن الترابي، التي بلغت حوالي 39 مليون مشاهدة.
من نواحي التواصل الاجتماعي، يشكل مسلم الوائلي حضوراً قوياً، حيث يمتلك قنوات على يوتيوب وإنستغرام وسبوتيفاي وديزر وآي تونز، ما يعكس تنوع وانتشار إبداعاته.
في ختام هذا المقال، يظهر مسلم الوائلي كرمز للفن الحسيني الشيعي الذي يتميز بالعمق والعاطفة، ويواصل تأثيره الإيجابي على الجمهور الحسيني داخل العراق وفي المجتمع الشيعي الواسع.
المزيد من المعلومات
يواصل مسلم الوائلي تطوير وتقديم إبداعاته الفنية، ولدى استعراض أعماله يتبين تنوعه في اختيار المواضيع والقصائد التي يقدمها. إحدى أعماله البارزة هي قصيدة “ساعي بريدك” التي تم إصدارها في عام 2021م، والتي نالت استحسان الجمهور بفضل كلماتها العاطفية وأدائها المؤثر. كما أبدع في “بوابة عاشور” في عام 2020م، والتي حملت رسائل حسينية عميقة.
يشتهر مسلم الوائلي بقدرته على نقل العواطف والمشاعر من خلال أدائه المؤثر وكلماته القوية. تجسد قصائده رؤية فنية معبرة عن المشاعر الدينية والثقافية التي تميز المنطقة، وتعكس التمسك بالقيم والتراث الإسلامي والشيعي.
تجاوزت شهرة مسلم الوائلي الحدود الوطنية، حيث يحظى بجماهيرية واسعة على مستوى الوطن العربي وحتى خارجه. تفاعلت الجماهير بشكل إيجابي مع أعماله، مما يظهر أهمية فنه في تواصل الشباب مع التراث والعقائد الشيعية.
بالإضافة إلى ذلك، يُشير انتشار موسيقاه على منصات مثل يوتيوب وسبوتيفاي وآي تونز إلى تأثيره الواسع وقدرته على الوصول إلى جمهور عالمي. حصوله على جوائز يوتيوب تعكس ليس فقط على نجاحه الشخصي بل وعلى تأثيره الإيجابي في عالم الرد والترانيم الحسينية.
مسلم الوائلي يظل رمزًا حيًا للفن الحسيني الشيعي المعاصر، حيث يستمر في تقديم إبداعاته التي تلامس قلوب المستمعين وتجعله جزءًا لا يتجزأ من المشهد الفني الحسيني في الوطن العربي وخارجه.