في مسرحية “أضاعوني” التي كتبها الكاتب صلاح المطيري، يتجلى الفن الأدبي في أبهى صوره، إذ تتألق الكلمات وتتناغم المشاهد في هذا العمل الأدبي الرائع. تأتي هذه المسرحية المكونة من ستة مناظر كتحفة أدبية فريدة، مستوحاة من حادثة حقيقية حدثت مع الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، رحمه الله، حيث يتناول المطيري قصة تعايش بين الخير والشر، وكيف يمكن للإنسان أن يؤثر إيجابيًا في حياة الآخرين.
تدور أحداث المسرحية حول تدخل الإمام أبو حنيفة لمساعدة جاره العاصي الذي كان يسيء استخدام حياته بشرب الخمر، مما أدى إلى اعتقاله من قبل الشرطة. يبرز الكاتب ببراعة كيف قام أبو حنيفة بالوساطة لإخراج جاره من السجن، وكيف قدم له الدعم والمساعدة خلال فترة اعتقاله، وكان ذلك الدعم الذي أثر إيجابًا على حياة الجار، دفعه نحو التغيير والعودة إلى الطريق الصحيح.
تتميز المسرحية بأسلوبها السلس والوصف الدقيق الذي يأسر القارئ، مما يجعله يعيش تفاصيل الأحداث ويتفاعل مع شخصياتها. تعكس اللغة الرصينة والعميقة استفادة المطيري من تجربة أبي حنيفة النعمان بن ثابت لتحكي قصة ليست مجرد أحداث ولكنها درس حياة يمكن استخلاصه.
صدرت المسرحية عن مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، وقد تم تقديمها بغلاف عادي على مدى 64 صفحة. تظهر هذه الأرقام والتفاصيل الفنية جلياً كما تعزز من قيمة العمل الأدبي، الذي يندرج تحت فئة الأدب والخيال، وتحديداً في فرع المسرحيات.
في الختام، يمكن القول إن “أضاعوني” لصلاح المطيري ليست مجرد مسرحية بل هي تجربة أدبية غنية بالعبر والدروس، تستحق القراءة والتأمل، حيث تنقل القارئ إلى عالم مشوق يعكس الجمال والتعقيدات في حياتنا اليومية.