في كتابه الموسوم بعنوان “مستقبل الفدرالية في العراق بين الوحدة والتقسيم”، يستكشف الكاتب أمجد طعمة أحد المواضيع الحيوية والمعقدة في عالم السياسة والحكم، وهي قضية الفدرالية وتأثيرها على الوحدة الوطنية في دولة العراق. يطرح الكاتب تساؤلات مهمة حول كيفية التوازن بين الوحدة والتقسيم في سياق الفدرالية، وكيف يمكن تجنب القضايا الخلافية التي قد تنشأ نتيجة لتبني هذا النظام السياسي.
تشير الفقرة الافتتاحية للكتاب إلى التحديات التي قد يواجهها النظام الفدرالي في دول معينة، خاصةً عندما يلجأ الى الفدرالية كخيار لتحقيق التوازن وتلبية احتياجات مجموعات محلية متنوعة. يشير الكاتب إلى أن تفادي الإشكاليات والقضايا الخلافية يتطلب وضع آليات وحلول محددة وواضحة، تحدد بدقة توزيع الصلاحيات والمسؤوليات بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية أو حكومات الأقاليم.
يستعرض الكتاب بشكل عام مفهوم الفدرالية ويقدم رؤية واضحة حول كيفية تحديدها وتنظيمها. يعمق الكاتب في دراسة بعض التجارب الفدرالية الدولية، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، والتي تم تطبيقها في عدة دول حول العالم. يبرز الكتاب أهمية دراسة هذه التجارب لفهم كيف يمكن تشكيل مستقبل النظام الفدرالي في دولة معينة.
تسلط الصفحات القادمة للكتاب الضوء على مسألة تحديد وتوزيع الصلاحيات والمسؤوليات بين الحكومات الاتحادية والحكومات المحلية أو حكومات الأقاليم، حيث يشدد الكاتب على ضرورة إدراج هذه القضايا ضمن أولويات أي مشرع للدستور في الدول التي تنظر إلى الانتقال إلى نظام فدرالي. يحذر من ترك النهايات السائبة أو ترك الموضوع للاجتهادات والتأويلات، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى ظهور العديد من الإشكاليات، خاصة إذا كانت الدولة حديثة العهد في الفدرالية أو في الانضمام إلى ركب الدول الديمقراطية.
تختم الصفحات الأخيرة من الكتاب بالنظرة المستقبلية للتجربة الفدرالية في العراق، مستمدة من دروس وتجارب الدول الفدرالية الأخرى التي وصلت إلى نحو 28 دولة حتى اليوم. يسلط الكتاب الضوء على أهمية وضع تصورات وخطط لمستقبل النظام الفدرالي في العراق، مستفيداً من الدروس المستفادة من التجارب الدولية المختلفة.