مسببات تساقط الشعر وأسبابها

تعرفي على مسببات الصلع: الأسباب والعوامل المؤثرة في تساقط الشعر

الصلع أو تساقط الشعر هو مشكلة شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. يُعتبر فقدان الشعر من أكثر القضايا التي تشغل بال الرجال والنساء على حد سواء، حيث يترتب عليه تأثيرات نفسية واجتماعية ملحوظة. في هذا المقال، سنستعرض مسببات الصلع المختلفة، بدءًا من العوامل الوراثية وصولاً إلى العوامل البيئية والصحية التي قد تؤثر على صحة الشعر.

1. الصلع الوراثي (الصلع الذكوري والأنثوي)

أحد الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر هو العامل الوراثي. يُعتبر الصلع الوراثي أو ما يُعرف بـ “الثعلبة الوراثية” من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر المبكر، ويصيب الرجال بشكل أكبر من النساء. يعتمد هذا النوع من الصلع على الجينات التي يتم وراثتها من الأب أو الأم، ويتسبب في انكماش بصيلات الشعر بمرور الوقت مما يؤدي إلى تساقطه تدريجيًا.

في الرجال، يبدأ الصلع عادة من منطقة الجبهة (الصلع في منطقة الشعر) أو من التاج، بينما في النساء قد يظهر الصلع بشكل أقل وضوحًا على شكل ترقق الشعر أو فراغات في الشعر. الصلع الوراثي يحدث نتيجة تأثير الهرمونات الذكرية، مثل “التستوستيرون”، على بصيلات الشعر الحساسة.

2. التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تساقط الشعر، خاصةً في النساء. من أبرز الحالات التي تؤدي إلى تساقط الشعر نتيجة التغيرات الهرمونية هي:

• فترة الحمل والولادة: خلال الحمل، يزداد مستوى الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين، مما يعزز نمو الشعر. ولكن بعد الولادة، تنخفض هذه الهرمونات فجأة، مما يؤدي إلى تساقط الشعر.

• الانقطاع المبكر للدورة الشهرية: مع بلوغ المرأة سن اليأس (انقطاع الدورة الشهرية)، تنخفض مستويات الإستروجين، مما يؤثر على كثافة الشعر.

• اضطرابات الغدة الدرقية: الغدة الدرقية تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم هرمونات الجسم، وإذا كانت هناك مشاكل في الغدة الدرقية (فرط أو قصور في نشاط الغدة)، قد يتسبب ذلك في تساقط الشعر.

• تغيرات هرمونية مرتبطة باستخدام موانع الحمل: بعض أنواع موانع الحمل قد تؤثر على مستويات الهرمونات، مما يسبب تغيرات في كثافة الشعر لدى بعض النساء.

3. الضغط النفسي والتوتر

التوتر النفسي المزمن من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى تساقط الشعر. عندما يتعرض الشخص للضغوط النفسية، يبدأ الجسم بإفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول التي تؤثر على بصيلات الشعر وتسبب توقف نموه أو تساقطه. هناك نوع من تساقط الشعر يُعرف بـ “التساقط المؤقت الناتج عن الضغط النفسي”، وهو يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل مفاجئ، لكنه عادة ما يكون مؤقتًا إذا تم التعامل مع التوتر بشكل صحيح.

4. النظام الغذائي غير المتوازن

النظام الغذائي له تأثير كبير على صحة الشعر. نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد، والزنك، وفيتامين D، وفيتامين B12، يمكن أن يسبب تساقط الشعر. بعض الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى البروتينات أو تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة قد تؤدي أيضًا إلى تقليل صحة الشعر وفقدانه.

في بعض الأحيان، قد يؤدي نقص التغذية السليمة إلى حالة تُسمى “تساقط الشعر الكربي”، حيث يبدأ الشعر في التساقط بعد مرور فترة من سوء التغذية أو التغيرات في النظام الغذائي.

5. استخدام مستحضرات التجميل الكيميائية والعناية بالشعر

المواد الكيميائية التي تُستخدم في منتجات العناية بالشعر مثل صبغات الشعر، ومنتجات الفرد الكيميائي، والمستحضرات التي تحتوي على مواد قاسية قد تضر بالشعر وتؤدي إلى تقصفه وتساقطه. الإفراط في استخدام أدوات تصفيف الشعر الساخنة مثل المكواة ومجففات الشعر قد يؤدي أيضًا إلى تضرر بصيلات الشعر وجفافه، مما يزيد من احتمالية تساقطه.

6. الأمراض المناعية والحالات الصحية المزمنة

بعض الأمراض المناعية قد تؤدي إلى تساقط الشعر. على سبيل المثال، الثعلبة المناعية هي حالة تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه بشكل مفاجئ. كذلك، بعض الأمراض المزمنة مثل السكري والذئبة الحمراء قد تكون مصحوبة بتساقط الشعر، وذلك بسبب تأثير هذه الأمراض على صحة الجسم بشكل عام.

7. الأدوية والعلاج الطبي

بعض الأدوية قد تكون أحد العوامل المساهمة في تساقط الشعر. الأدوية المستخدمة في علاج السرطان (العلاج الكيميائي)، والأدوية المضادة للاكتئاب، وأدوية خفض الكوليسترول، والعلاج بالستيرويدات قد تسبب تساقط الشعر كأثر جانبي. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي بعض العمليات الجراحية الكبرى أو الأمراض المزمنة إلى تساقط الشعر نتيجة التأثيرات النفسية والجسدية التي تترتب على العلاج.

8. التقدم في السن

مع تقدم العمر، تقل قدرة بصيلات الشعر على إنتاج الشعر الجديد. في معظم الحالات، يبدأ الشعر في التراجع تدريجيًا، وقد يصبح أرق وأضعف. كما أن دورة نمو الشعر تصبح أبطأ مع تقدم السن، مما يؤدي إلى تقليل كثافة الشعر وتساقطه بشكل طبيعي.

9. التعرض للعوامل البيئية

العوامل البيئية مثل تلوث الهواء، والشمس، والماء المعالج بالكيميائيات (مثل الكلور في حمامات السباحة) يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة الشعر. يمكن أن تسبب هذه العوامل تلف الشعر وجفافه، مما يؤدي في النهاية إلى تساقطه.

كيفية الوقاية من تساقط الشعر

بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتقليل تساقط الشعر تشمل:

• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والمعادن.
• تجنب التعرض للتوتر والضغط النفسي الزائد.
• استخدام منتجات العناية بالشعر الطبيعية والابتعاد عن المواد الكيميائية القاسية.
• ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتعزيز نمو الشعر.
• زيارة الطبيب في حالة وجود مشاكل صحية قد تؤثر على صحة الشعر.

الختام

إن تساقط الشعر أو الصلع هو مشكلة صحية شائعة، ولكنه ليس دائمًا بسبب واحد. فهم مسببات تساقط الشعر يمكن أن يساعد الأشخاص في اتخاذ الإجراءات المناسبة للعناية بشعرهم والحفاظ عليه. إذا كنت تعاني من تساقط الشعر المستمر، فمن الأفضل استشارة الطبيب أو أخصائي الشعر للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.