مساوئ الدوام فترتين وأضراره

مقدمة

يعتبر الدوام فترتين من الأنماط الشائعة في بعض المؤسسات، حيث يتم تقسيم اليوم العمل إلى فترتين، وغالباً ما يُعتمد هذا النظام في المجالات الصناعية والخدمية. ومع ذلك، فإن هذا النمط لا يخلو من المساوئ والأضرار التي قد تؤثر على الموظفين والمكان العمل بشكل عام. في هذا المقال، سنستعرض أهم مساوئ الدوام فترتين وأثرها على صحة الأفراد وإنتاجيتهم.

1. التأثيرات الصحية

1.1 الإرهاق والتعب

يؤدي الدوام فترتين إلى إرهاق الموظفين جسدياً ونفسياً. يقضي الموظف وقتاً طويلاً في العمل، مما قد يسبب إجهاداً مستمراً يؤثر على صحته العامة. وفي بعض الحالات، يمكن أن يتسبب ذلك في ظهور مشاكل صحية مزمنة مثل ضغط الدم المرتفع وارتفاع مستويات الكوليسترول.

1.2 اضطرابات النوم

غالباً ما يؤثر العمل في فترتين على نمط النوم للموظفين. فالتبديل بين الفترات يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الساعة البيولوجية، مما يسبب صعوبة في النوم أثناء ساعات الراحة، وبالتالي يؤدي إلى قلة النوم والجودة الرديئة له، مما يؤثر سلباً على الأداء اليومي.

1.3 التوتر والقلق

تزيد الضغوطات الناتجة عن الدوام فترتين من مستويات التوتر والقلق لدى الموظفين. الضغوط المتراكمة من العمل المستمر قد تؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، مما يؤثر على الأداء الشخصي والعملي.

2. التأثيرات الاجتماعية

2.1 تدهور العلاقات الأسرية

يميل الموظفون الذين يعملون فترتين إلى قضاء وقت أقل مع عائلاتهم. هذا النقص في الوقت يقود إلى توترات أسرية، حيث يفقد الأفراد فرصة التفاعل الاجتماعي مع أحبائهم، مما يمكن أن يؤدي إلى تفكك العلاقات.

2.2 العزلة الاجتماعية

قد يشعر الموظفون بالوحدة والعزلة، خاصة إذا كانت ساعات العمل تختلف عن أوقات العمل التقليدية للآخرين. هذه العزلة قد تؤدي إلى انخفاض في الروابط الاجتماعية، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية.

3. التأثيرات على الإنتاجية

3.1 انخفاض مستويات الإنتاجية

على الرغم من أن الدوام فترتين قد يهدف إلى زيادة الإنتاجية، فإن الواقع يكون غالباً عكس ذلك. يشعر الموظفون بالإرهاق والإجهاد، مما يقلل من قدرتهم على التركيز والإنتاج بشكل فعال. البحث عن الراحة في وقت أقل، قد يؤدي إلى إضاعة الوقت وزيادة الأخطاء في العمل.

3.2 انعدام الدافع

العمل في بيئة مرهقة قد يؤثر على دافع الموظفين للعمل. يصبحون أقل حماساً لأداء المهام، مما يؤثر على جودة العمل ويقلل من الابتكار والإبداع.

4. آثار اقتصادية

4.1 زيادة التكاليف

يمكن أن تؤدي التكاليف الناتجة عن المرض والعجز في الإنتاجية إلى زيادة التكاليف على الشركات. المرضى والمستقيلون قد يتطلبون تكاليف إضافية لتوظيف بدلاء، مما يؤثر على الميزانية العامة للمؤسسة.

4.2 تدهور السمعة

تتأثر سمعة الشركات التي تعتمد على نظام الدوام فترتين سلباً. حيث أن التعرض للاحتجاجات وعدم الرضا بين الموظفين قد يؤثر على سمعة المؤسسة ويجعلها أقل جاذبية للموظفين المحتملين.

5. الخاتمة

على الرغم من بعض الفوائد التي قد يوفرها الدوام فترتين، فإن المساوئ والأضرار الناتجة عنه تتجاوز الفوائد المحتملة. من الضروري أن تأخذ المؤسسات في الاعتبار التأثيرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لهذا النظام. قد تكون هناك حاجة لتقديم نماذج عمل أكثر مرونة تسمح للموظفين بالاستمتاع بحياة متوازنة، مما يؤدي إلى إنتاجية أعلى وصحة نفسية وجسدية أفضل.

إن اتخاذ القرار حول تنظيم ساعات العمل يتطلب دراسة متأنية للعواقب، ومن المهم أن تضع الشركات رفاهية موظفيها في صميم استراتيجياتها.