في رواية “مساء الخير، مامان”، التي كتبتها نورما فوكس مازر، نُقدم لشخصية الفتاة البالغة من العمر اثني عشر عامًا، كارين ليفي، والتي تواجه انقسامًا مدمرًا لعالمها عندما تحتل القوات الألمانية باريس في يونيو عام 1940. تضطر كارين وشقيقها الأكبر، مارك، ووالدتهم إلى الفرار، بحثًا عن مكان آمن أينما وجدوا. لكن تصاب الأم بمرض وتتعذر عليها السفر، مما يضطر كارين ومارك لتركها وراءهما. وعندما ينجح مارك في الحصول على تذكرتين مرغوبتين على متن سفينة متجهة إلى أمريكا، يزداد البعد بينهما.
يتناول الكتاب قصة عائلة يهودية تتألف من الأم واثنين من أبنائها، تجد نفسها تتأرجح بين بقاء أحد أفرادها في باريس المحتلة والهرب للبحث عن حياة أفضل في بلد آخر. يظهر الصراع الداخلي لكارين ومارك بين رغبتهما في البقاء مع والدتهما وبين الفرصة الواعدة التي تعترضهما للهروب من الحرب والبحث عن الأمان.
من خلال السرد، يُلقي الكتاب الضوء على العديد من القضايا الإنسانية المعقدة التي تختبر الشخصيات، مثل الولاء للأسرة مقابل البحث عن فرص جديدة، وصعوبة اتخاذ القرارات الصعبة في ظل الأزمات القاسية، ومعنى الفراق والأمل في لقاءات مستقبلية.
تتميز رواية “مساء الخير، مامان” بأسلوب كتابة مؤثر وواقعي يجذب القارئ إلى عالم الشخصيات وتحدياتهم. وتعتبر قصة كارين ومارك ومامانهما جزءًا من تاريخ الهولوكوست المأساوي، والذي يجب أن يُحفظ في الذاكرة كتذكير بأهمية النضال ضد الظلم والفكر العنصري.
من الجدير بالذكر أن الرواية نُشرت بواسطة هاربر كولينز في مايو عام 2001، وهي موجهة لفئة القراء الصغار، وتندرج تحت فئة الأدب الشبابي والتاريخي المتعلق بالهولوكوست.