في كتابه الرائع “مسألة حدوث العالم”، يقدم العالم البارع أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى تحقيقًا شاملًا لموضوع حيوي ومعقد في العلوم الإسلامية. تبدأ المقدمة بتسليط الضوء على فضائل الشيخ الإسلام ابن تيمية ودفاعه الشرس عن عقيدة السلف، وهو ما يعكس التقدير العظيم لشخصيته وإسهاماته في تحقيق التوازن بين العقيدة والعلم.
يتناول المحقق في مقدمته أيضًا قائمة بأسماء العلماء المعاصرين الذين دافعوا عن ابن تيمية وساهموا في نشر وتحقيق مصنفاته. يبرز الجهود المخلصة للعلماء في إعادة إحياء إرثه الفكري ونقله إلى الأجيال اللاحقة. هذا يشير إلى التأثير الكبير الذي كان لابن تيمية على المفكرين والعلماء في عصور مختلفة.
وفي سياق البحث، يتناول المحقق منهجه في التحقيق ويشير إلى الجهد الذي بذله لإلقاء الضوء على أدق التفاصيل وتوثيق النصوص. كما يعبر عن شكره لكل من شارك في تقديم ملاحظاتهم حول التحقيق قبل نشر الكتاب، مما يبرز التواصل البناء والجماعي في مجال البحث العلمي.
ومن الجوانب الملفتة في هذا العمل العلمي، تأتي الإشارة إلى الأوزبكي الذي أثبت نسبة الكتاب لمؤلفه، مما يسهم في توثيق مصداقية العمل وتأكيد ملكيته لابن تيمية. ولإبراز الأصالة، يتناول المحقق وصف النسخة الأصلية الفريدة التي اعتمد عليها في التحقيق، مما يضيف بعدًا تاريخيًا إلى قيمة الكتاب.
يسلط الضوء على ناسخ المخطوط، العالم الكبير محمد بن المحب الصامت، الذي يظهر كشاهد على الأهمية الكبيرة التي كانت لهذا الكتاب في عيون العلماء المحدّثين. يستعرض المحقق ترجمة دقيقة لهذا الناسخ، مما يعزز الفهم الشامل للقارئ حول تاريخ هذا الكتاب الرائع.
فيما يخص الناشر، يأتي الكتاب ضمن إصدارات “المكتبة البولسية لبنان”، وهي إحدى المؤسسات الرائدة في نشر الكتب الإسلامية. يتميز الكتاب بغلافه العادي الذي يعكس بساطة وأصالة المحتوى الديني.
تكمن قيمة هذا الكتاب الرائع في أنه يندرج تحت فئة الكتب الإسلامية، وتحديدًا في فرع العقيدة والعبادات، مما يجعله مرجعًا مهمًا للباحثين والطلاب والعلماء الراغبين في فهم أعماق العقائد الإسلامية.
باختصار، يمثل هذا الكتاب مصدرًا قيمًا وفريدًا في مكتبة الكتب الإسلامية، ويعكس الجهد العلمي المتقن للمحقق في تحليل وتحقيق موضوع مهم يتعلق بحدوث العالم، مما يجعله إسهامًا مميزًا في الفهم العميق للعقائد الإسلامية.