مزايا وعيوب ويندوز 8

مقال شامل عن نظام ويندوز 8: التحولات والتحديات والميزات

نظام التشغيل “ويندوز 8” هو أحد الأنظمة التي أصدرتها شركة مايكروسوفت في 26 أكتوبر 2012. جاء هذا الإصدار بعد النظام الشهير “ويندوز 7″، وكان يحمل رؤية جديدة تمامًا في تصميم واجهة المستخدم، حيث كان يهدف إلى تقديم تجربة استخدام موحدة على جميع الأجهزة، سواء كانت أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو الأجهزة اللوحية أو الأجهزة المحمولة. قدم ويندوز 8 تحولًا جذريًا في طريقة التفاعل مع النظام، ليجمع بين عالم الحواسيب التقليدية وعالم الأجهزة المحمولة.

خلفية وتاريخ الإصدار

في عام 2011، بدأت مايكروسوفت في العمل على تطوير ويندوز 8، وكان الهدف من هذا الإصدار هو معالجة بعض أوجه القصور التي كانت موجودة في الإصدار السابق (ويندوز 7). كما كانت مايكروسوفت تتطلع إلى تلبية احتياجات الأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية التي كانت تشهد نمواً سريعاً في تلك الفترة. لذا قررت الشركة إعادة تصميم النظام بالكامل ليتناسب مع هذه الأجهزة.

تطور ويندوز 8 ليصبح أكثر تكاملًا مع الأجهزة التي تعمل بشاشات اللمس، حيث أصبحت الواجهة الرئيسية للنظام تعتمد بشكل أساسي على “واجهة المترو” (Metro UI)، التي كانت تمثل تحولًا كبيرًا في طريقة عرض المعلومات والتنقل بين التطبيقات.

الواجهة الجديدة

من أبرز التغييرات التي شهدها ويندوز 8 هي واجهته الجديدة التي عُرفت باسم “واجهة المترو” أو “الواجهة الحديثة”. كانت هذه الواجهة تعتمد بشكل رئيسي على الأيقونات الكبيرة والألوان الزاهية، مما جعلها أكثر توافقًا مع الشاشات التي تعمل باللمس. ومع ذلك، لم يتقبل العديد من المستخدمين هذه الواجهة في البداية، لأنهم اعتادوا على التصميم التقليدي الذي كان يعتمد على قائمة “ابدأ” (Start Menu) في الإصدارات السابقة.

كان “شاشة البداية” (Start Screen) هي النقطة المحورية في ويندوز 8. وهي شاشة تعرض مجموعة من البلاطات (Tiles)، التي تمثل التطبيقات المثبتة على الجهاز. وعلى الرغم من أنها كانت أكثر تفاعلية، إلا أن العديد من المستخدمين شعروا بأن التنقل عبر النظام أصبح أكثر تعقيدًا مقارنة بالإصدارات السابقة.

شاشة البداية والانتقال إلى سطح المكتب

أحد أكبر التحديات التي واجهها ويندوز 8 كان الانتقال بين واجهة “المترو” وسطح المكتب التقليدي. بينما كان المستخدمون يتوقعون بيئة سطح المكتب المألوفة التي ظهرت في إصدارات ويندوز السابقة، كان ويندوز 8 يقدم لهم تجربة مفرقة بين “شاشة البداية” والواجهة التقليدية لسطح المكتب. كان هذا التحول مربكًا لبعض المستخدمين الذين اعتادوا على الطريقة التقليدية لاستخدام الكمبيوتر.

كما لم يكن من السهل إغلاق التطبيقات أو التبديل بينها بشكل سريع، مما جعل تجربة المستخدم أقل سلاسة من الأنظمة التي سبقته. ومع مرور الوقت، قامت مايكروسوفت بإجراء العديد من التحسينات على هذه الواجهة في الإصدارات اللاحقة من النظام.

المزايا الجديدة

رغم التحديات التي واجهت نظام ويندوز 8، فقد تميز هذا الإصدار بعدد من المزايا والابتكارات التي تستحق الذكر:

1. دعم الشاشات التي تعمل باللمس: كما ذكرنا سابقًا، كان ويندوز 8 مصممًا ليعمل بشكل متكامل مع الأجهزة التي تدعم اللمس، مما جعله من بين أفضل الأنظمة للتفاعل مع الأجهزة اللوحية والشاشات اللمسية.

2. متجر التطبيقات: قدم ويندوز 8 متجرًا خاصًا به لتنزيل التطبيقات، مشابهًا إلى حد كبير لنظام iOS وAndroid. كان هذا المتجر يتيح للمستخدمين تحميل التطبيقات بشكل أسهل وأكثر تنظيمًا.

3. مزامنة البيانات عبر السحابة: كان ويندوز 8 يدعم تقنيات السحابة بشكل أكبر، حيث كان بإمكان المستخدمين مزامنة إعداداتهم وبياناتهم بين الأجهزة المختلفة. كان هذا يعني أن المستخدمين يمكنهم الوصول إلى ملفاتهم من أي جهاز يعمل بنظام ويندوز 8.

4. تحسينات في أداء النظام: على الرغم من واجهته الجديدة المثيرة للجدل، فقد كان ويندوز 8 أسرع وأكثر استجابة من الإصدارات السابقة. قدم النظام تحسينات كبيرة في استجابة التطبيقات ووقت التمهيد، مما جعله أكثر كفاءة في استخدام موارد النظام.

5. التحسينات في إدارة الطاقة: عمل ويندوز 8 على تحسين استهلاك الطاقة بشكل كبير، مما جعله مناسبًا بشكل خاص للأجهزة المحمولة، مثل الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية.

6. دعم الأجهزة المتعددة: أضاف ويندوز 8 دعمًا لتحميل النظام على أجهزة متعددة، مثل الكمبيوتر الشخصي أو الأجهزة اللوحية. يمكن للمستخدمين التبديل بسهولة بين هذه الأجهزة دون فقدان البيانات أو الإعدادات.

التحديات والانتقادات

على الرغم من المزايا التي قدمها ويندوز 8، إلا أن النظام تعرض للكثير من الانتقادات من قبل المستخدمين. كانت إحدى أكبر الانتقادات هي الواجهة الجديدة التي بدت غريبة وغير مألوفة للكثيرين. على الرغم من أنها كانت موجهة نحو الأجهزة المحمولة، إلا أن العديد من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر التقليدية شعروا أن النظام أصبح أكثر تعقيدًا وغير مناسب لهم.

1. الافتقار إلى قائمة “ابدأ”: من أبرز الانتقادات التي وجهها المستخدمون لنظام ويندوز 8 كان اختفاء قائمة “ابدأ” الشهيرة. لم يكن هناك خيار واضح للعودة إلى البيئة التقليدية، مما أثار استياء الكثير من المستخدمين.

2. التعلم على الواجهة الجديدة: واجه العديد من المستخدمين صعوبة في التكيف مع واجهة المترو. كانت الطريقة التي يتم بها التعامل مع التطبيقات غير مألوفة للكثيرين، ولم يكن هناك دليل واضح يوضح كيفية التنقل بين التطبيقات.

3. التأثير على الأجهزة التقليدية: كانت واجهة المترو والتصميم العام للنظام يهدفان بشكل أساسي إلى الأجهزة المحمولة والشاشات التي تعمل باللمس. كان هذا التحول غير ملائم للأجهزة التقليدية، مما جعل بعض المستخدمين يشعرون أن النظام لا يتناسب مع احتياجاتهم.

التحسينات في ويندوز 8.1

بعد عام من إصدار ويندوز 8، قامت مايكروسوفت بإطلاق تحديث رئيسي للنظام باسم “ويندوز 8.1” في 17 أكتوبر 2013. جاء هذا التحديث بالعديد من التحسينات التي كانت تستجيب للكثير من الانتقادات التي تلقتها الشركة بشأن ويندوز 8. من أبرز هذه التحسينات:

1. إعادة قائمة “ابدأ”: واحدة من أكبر التحسينات في ويندوز 8.1 كانت إعادة إحياء قائمة “ابدأ” في شكلها الجديد. هذه الخطوة كانت بمثابة تعويض للمستخدمين الذين افتقدوا هذه الميزة في الإصدار الأصلي.

2. تحسين واجهة المترو: تم تحسين واجهة “المترو” بشكل كبير، حيث أصبحت أكثر سلاسة في التعامل وأصبح من الأسهل التنقل بين التطبيقات.

3. إضافة خيارات تخصيص أكثر: كان ويندوز 8.1 يسمح للمستخدمين بتخصيص واجهتهم بشكل أكبر، بما في ذلك تغيير خلفيات الشاشة الرئيسية وإضافة المزيد من الخيارات لتخصيص البلاطات.

4. تحسين دعم الأجهزة المتعددة: تم تحسين دعم الأجهزة المتعددة بشكل أفضل في ويندوز 8.1، مما جعله أكثر توافقًا مع الأجهزة المختلفة، بما في ذلك الطابعات والشاشات.

التوجهات المستقبلية بعد ويندوز 8

بعد الإصدار الأولي لويندوز 8، بدأت مايكروسوفت في تغيير توجهاتها في التعامل مع واجهات المستخدم. في ويندوز 10، الذي تم إصداره في 29 يوليو 2015، قررت الشركة العودة إلى بعض المفاهيم التي كانت موجودة في الإصدارات السابقة من ويندوز، مثل قائمة “ابدأ” التي كانت محبوبة من قبل المستخدمين. أصبح ويندوز 10 مزيجًا من الأساليب التقليدية لواجهة سطح المكتب وميزات جديدة تتماشى مع الأجهزة التي تعمل باللمس.

الخاتمة

أدى ويندوز 8 إلى الكثير من التحولات في تاريخ أنظمة التشغيل، حيث أحدث تغييرات جذرية في كيفية تفاعل المستخدمين مع الحواسيب. وعلى الرغم من أنه لم يكن موضع إجماع بين المستخدمين، إلا أن مايكروسوفت استفادت من هذه التجربة وقامت بتحسين نظامها في الإصدارات التالية. يبقى ويندوز 8 شاهدًا على محاولة جريئة للابتكار، وكان خطوة هامة في مسار تطور أنظمة التشغيل الحديثة.